مع استمرار الأزمة في قطاع غزة والتدمير الواسع للبنية التحتية، تزداد الدعوات الدولية لإعادة الإعمار وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان. ومع ذلك، فإنَّ العديد من الدول العربية ترفض المساهمة في هذه الجهود طالما أن حركة حماس لا تزال الجهة المسيطرة على القطاع.
تعزو بعض الدول العربية هذا الموقف إلى مخاوف أمنية وسياسية تتعلق بإدارة المساعدات وضمان عدم استخدامها لتعزيز نفوذ حماس. كما أن هناك قلقاً من أن أي تمويل أو إعادة إعمار قد يعزز سيطرة الحركة بدلاً من دعم عملية سياسية أوسع تضمن مستقبلاً أكثر استقراراً للقطاع.
إضافةً إلى ذلك، فإن بعض الدول العربية تفضل أن تكون جهود إعادة الإعمار جزءاً من حل سياسي شامل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، يشمل عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة وضمان وجود إدارة مدنية غير مرتبطة بحماس. هذا التوجه يتماشى مع رؤية بعض الدول التي تربط تقديم الدعم بمسار سياسي واضح ينهي الانقسام الداخلي الفلسطيني ويعيد السلطة إلى حكومة مركزية معترف بها دولياً.
من جهة أخرى، يواجه هذا الموقف انتقادات من بعض الجهات التي ترى أن العقوبات الجماعية المفروضة على غزة تزيد من معاناة المدنيين، وتعرقل جهود تحسين أوضاعهم المعيشية. كما تؤكد منظمات حقوقية وإنسانية أن سكان غزة بحاجة إلى دعم عاجل بغض النظر عن الوضع السياسي، وأن تعطيل المساعدات قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
في ظل هذا المشهد المعقد، تبقى مسألة إعادة إعمار غزة مرتبطة بميزان القوى السياسي والإقليمي، حيث تسعى الدول العربية إلى تحقيق توازن بين دعم الشعب الفلسطيني وضمان عدم استفادة حماس من أي جهود مالية أو لوجستية تُقدم للقطاع.