هل تُبلغ “باريس” فرنجية بضرورة الانسحاب من السباق الرئاسي؟
يعلم فرنجية أن الموقف الفرنسي لا يمانع وصوله الى كرسي الرئاسة في بعبدا، وهذا الموقف لم يتغير ولو تغيرت طريقة عرضه، كذلك فإن الموقف الأميركي بحسب المصادر لا يزال على حاله بأن الاسم ليس المهم بالنسبة للأميركيين لأنهم مستعدين للتعامل مع أي رئيس للجمهورية ولا يفضلون أحداً على أحد
من يستمع لمقابلة رئيس تيار المردة الأخيرة سليمان فرنجية يُدرك أن لا جديد في الملف الرئاسي، فالتوازنات لا تزال على حالها، والكل بانتظار التسوية التي قد تأتي الى المنطقة ككل وتطال لبنان، مع اختلاف حول أسباب الانتظار، فالفريق الداعم لفرنجية يعول على تسوية تقود الرجل الى بعبدا على اعتبار أن التسوية ستحصل مع القوي والقوي هو الثنائي الشيعي، والفريق المعارض له ينتظر أن تكون التسوية على حساب تراجع الثنائي عن دعم فرنجية والتوجه نحو الخيار الثالث الوسطي.
الكل ينتظر إذا، وبالتالي فإن زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت اليوم معقدة وصعبة، تقول مصادر سياسية متابعة، مشيرة الى أن فرنسا تسعى للقيام بمحاولة جديدة وربما أخيرة قبل الدخول في الغيبوبة الأميركية، علماً أن المتابعين للملف اللبناني يعتقدون أن المفتاح في غزة، بعيداً عن كل المحاولات التي تحصل.
بالنسبة الى المرشح الرئاسي سليمان فرنجية فإن شيئاً لم يتبدل ليتراجع عن ترشيحه، فهو عندما يقول ان احتمالات وصوله الى الرئاسة قائمة وممكنة يتحدث بواقعية على عكس ما يقوله خصومه بأن الجميع اقتنع بضرورة الوصول الى الخيار الثالث. وفي هذا السياق تكشف مصادر تيار “المردة” أن خصوم فرنجية يسوقون في الاعلام لأخبار كاذبة كالقول أن زيارة لودريان الى لبنان هدفها إبلاغ فرنجية بأن حظوظه باتت معدومة وعليه الاعتذار عن الترشح، مشيرة الى أن أجواء بنشعي لا تحمل مثل هذه الأخبار على الإطلاق، علما أن فرنجية لا يعيش على الأوهام وهو يعلم أن المبادرة الفرنسية القائمة على وصوله الى الرئاسة مقابل رئيس للحكومة تختاره السعودية أصبحت ضعيفة بسبب كل ما رافقها بالفترة الماضية، ولكنها لم تسقط كمبدأ وإن ضعفت كمبادرة.
كذلك تؤكد مصادر “المردة” أنه حتى ولو أبلغ لودريان فرنجية بصعوبة وصوله الى بعبدا فإن ذلك لا يعني سقوط ترشيحه الذي لا يزال يعتمد على كتلة صلبة من الدعم النيابي، ومن هنا جاء الاقتراح الأشبه بالتحدي لزعماء الموارنة بالنزول الى المجلس النيابي لانتخاب أحدهم رئيساً للجمهورية، مشددة على أن فرنسا تعمل لأجل تسهيل انتخاب الرئيس ولكن القرار ليس لها بل للمجلس النيابي.
وتضيف المصادر، يعلم فرنجية أن الموقف الفرنسي لا يمانع وصوله الى كرسي الرئاسة في بعبدا، وهذا الموقف لم يتغير ولو تغيرت طريقة عرضه، كذلك فإن الموقف الأميركي بحسب المصادر لا يزال على حاله بأن الاسم ليس المهم بالنسبة للأميركيين لأنهم مستعدين للتعامل مع أي رئيس للجمهورية ولا يفضلون أحداً على أحد، إنما هم يهتمون بطبيعة الحكم في لبنان وأداء السلطة وتركيبتها العامة، ومع الدخول في الحرب باتت الجبهة الجنوبية هي الأساس بالنسبة إليهم، لذلك هم يربطون الى حد ما الرئاسة بمسار الجبهة في الجنوب والحرب في غزة.
أما المملكة العربية السعودية فهي لا تدعم أحداً من الأسماء إنما تهتم لموقف لبنان وحزب الله من الدول العربية ودور حلفائها في التركيبة السياسية، وبالتالي ليس لديها فيتو على فرنجية ولو كانت ترغب بحال وصل بأن يكون ذلك بناء على تسوية تضمن مقعد حلفائها في المستقبل السياسي للبلد.
نعم من الصعب الجزم بقوة حظوظ فرنجية بالوصول الى بعبدا، ولكنها حتى اليوم لم تصبح الحظوظ معدومة لسببين أساسيين، الأول تمسك فرنجية بالترشح، والثاني وهو الأهم تمسك الثنائي الشيعي بمرشحهم.
نقلا عن الديار