“وانتصرت إسرائيل!”.. جملة تتردد على ألسنة البعض كأنها حقيقة مطلقة لكنها في الواقع ليست أكثر من وهم تروج له آلة الدعاية الإسرائيلية، في الحقيقة نعم، انتصرت إسرائيل.. لكن على ماذا؟ انتصرت على المتخاذلين الذين وقفوا مكتوفي الأيدي أمام جرائمها، وانتصرت على القوانين والمواثيق الدولية التي تحولت إلى حبر على ورق في زمن الطغيان، كذلك انتصرت على صمت العالم الذي يتغنى بحقوق الإنسان بينما يدوس على أشلاء الأطفال والمدنيين في غزة.
إسرائيل التي تدعي أنها الدولة القوية والعظمى، لم تنتصر إلا على أوهام صنعتها بنفسها، هي لم تنتصر على شعب فلسطين الذي ما زال صامدًا كالجبل رغم كل المحن، ولم ولن تنتصر على إرادة أبناء غزة الذين عاشوا أكثر من عام تحت القصف والدمار ولم يتركوا أرضهم ولم يرفعوا الراية البيضاء، شعب غزة صمد في وجه آلة حربٍ مدعومة بأحدث الأسلحة، وصمدوا في وجه طغيانٍ لا يعرف الرحمة.
كما قال القائد ياسر عرفات: “إن إرادة شعب فلسطين أقوى من أي هزيمة” نعم؛ فإرادة هذا الشعب هي التي تجعله يقف في وجه أعتى القوى، وهي التي تجعله يرفض أن يكون ضحية للتاريخ رغم المآسي والويلات، رغم الدمار والخراب، رغم الفقد والوجع، لم يترك الفلسطيني أرضه، نحن لم ننتصر بالمعنى التقليدي للكلمة، لكننا انتصرنا بالإرادة التي لا تُقهر، وبصمودنا الذي يُلهم العالم.
اقرأ أيضا.. إسرائيل تستفيق من أوهام نتانياهو.. ماذا يحدث؟
الحرب مع إسرائيل كما وصفها القرآن الكريم حرب أزلية، ليست حربًا على الأرض فحسب بل هي حربٌ بين الحق والباطل، بين العدل والظلم، بين الحرية والاستعباد، إسرائيل قد تنتصر في معركة هنا أو هناك، لكنها لن تنتصر أبدًا في الحرب الكبرى، لأن الحق لا يُهزم والباطل لا يدوم.
“وانتصرت إسرائيل!؟” لا.. انتصرت إرادة شعب فلسطين، وستبقى منتصرة إلى أن تشرق شمس الحرية على أرض القدس.