هل الذكاء الاصطناعي خطر على البشرية؟
تعتمد الأنظمة العامة الحالية مثل "تشات جي بي تي" على البيانات التي يولدها البشر، ومعظمها في شكل نصوص من الكتب والمواقع الإلكترونية. وقد جاءت التحسينات في قدراتها إلى حد كبير من زيادة حجم الأنظمة وكمية البيانات.
ذكرت إحدى الأوراق البحثية البارزة لعام 2023 أن برنامج (GPT-4) أظهر “شرارات من الذكاء العام الاصطناعي”. فيما تقول شركة “أوبن إيه آي” إن أحدث نموذج لغوي لها يمكنه “إجراء تفكير معقد” ومنافسة”أداء الخبراء البشريين” وفقا للعديد من المعايير.
ومع ذلك، وجدت ورقة بحثية حديثة من باحثين في شركة “أبل” أن العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي تواجه مشكلة كبيرة في حل مشاكل التفكير الرياضي الحقيقية. وتظهر تجاربهم أن مخرجات هذه النماذج تبدو وكأنها تشبه مطابقة الأنماط المعقدة بدلاً من التفكير المتقدم الحقيقي، وهذا يشير إلى أن “الذكاء الفائق” ليس وشيكاً كما يعتقد الكثيرون. حسب العربية.
◄ قدرات الذكاء الاصطناعي
ويعتقد البعض أن وتيرة التقدم السريع للذكاء الاصطناعي التي شهدناها على مدى السنوات القليلة الماضية ستستمر أو حتى تتسارع، حيث تستثمر شركات التكنولوجيا مئات المليارات من الدولارات في أجهزة وقدرات الذكاء الاصطناعي، لذا لا يبدو هذا مستحيلاً.
لكن الجدل حول قدرات الذكاء الاصطناعي في أوساط العلماء والمختصين تعود إلى ما قبل أكثر من عشر سنوات، وفي عام 2014 نشر الفيلسوف البريطاني نيك بوستروم كتاباً عن مستقبل الذكاء الاصطناعي تحت عنوان مشؤوم “الذكاء الفائق: المسارات والمخاطر والاستراتيجيات”، وقد أثبت هذا الكتاب تأثيره الكبير في الترويج لفكرة مفادها أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة قد تصبح أكثر قدرة من البشر، وقد تسيطر على العالم يوماً ما وتدمر البشرية.
◄ تشات جي بي تي
وقبل عام من الآن أنشأ إيليا سوتسكيفر، وهو المؤسس المشارك لألتمان، فريقاً داخل شركة “أوبن إيه آي” التي أنتجت “تشات جي بي تي”، وأوكلت لهذا الفريق مهمة التركيز على “الذكاء الفائق الآمن”، لكنه وفريقه جمعوا الآن مليار دولار لإنشاء شركة ناشئة خاصة بهم لمتابعة هذا الهدف.
وبحسب موقع “ذا كونفيرزيشن” فإن المخاوف تتزايد من “الذكاء الاصطناعي الفائق” والإمكانات التي سيتمتع بها، وما إذا كان من الممكن أو من المحتمل أن يؤدي إلى تدمير البشرية ويتفوق على العقل البشري.
اقرأ أيضا| أزمة تواجه شركات التكنولوجيا الإسرائيلية.. ما القصة؟
ويقول تقرير موقع “ذا كونفيرزيشن” إنه إذا حدث هذا، فقد نرى بالفعل ذكاءً فائقاً عاماً في غضون “بضعة آلاف من الأيام” كما يقول سام ألتمان (أي خلال عقد أو نحو ذلك من الزمان).
◄ حجم الأنظمة
وجاءت العديد من النجاحات الأخيرة في الذكاء الاصطناعي من تطبيق تقنية تسمى “التعلم العميق”، وهي تكنولوجيا تجد أنماطاً ارتباطية في مجموعات هائلة من البيانات.
وفي الواقع، تم منح جائزة نوبل في الفيزياء لهذا العام لجون هوبفيلد وأيضاً “عراب الذكاء الاصطناعي” جيفري هينتون، لاختراعهما شبكات هوبفيلد وآلة بولتزمان، والتي تشكل الأساس للعديد من نماذج التعلم العميق القوية المستخدمة حالياً.
وتعتمد الأنظمة العامة الحالية مثل “تشات جي بي تي” على البيانات التي يولدها البشر، ومعظمها في شكل نصوص من الكتب والمواقع الإلكترونية. وقد جاءت التحسينات في قدراتها إلى حد كبير من زيادة حجم الأنظمة وكمية البيانات التي يتم تدريبها عليها.
واقترحت إحدى الأوراق البحثية التي أجريت مؤخراً أن السمة الأساسية للذكاء الفائق ستكون الانفتاح، على الأقل من منظور بشري، حيث يجب أن تكون قادرة على توليد مخرجات بشكل مستمر يعتبرها المراقب البشري جديدة وقادراً على التعلم منها.