اليمن

هذا هو مصير الحكومة الشرعية بعد تحقيق السلام مع الحوثيين !!

يمكن أن يستغل الحوثيين او الانتقالي شعبية الاصلاح الكبيرة وتعزيز صفوفهم لتقوية قواتهم ، بمغازلة بعض قادة الإصلاح، لكن الإصلاحيين سيرفضون هذا الأمر ، لأنهم يدركون أن هذا أمر مؤقت وليس دائم، لذلك سيرفضون الانحراط الى الانتقالي أو الحوثي ، وربما يسعون لتفاهمات مع محافظ مأرب سلطان العرادة لتكوين جبهة قوية في مأرب

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن السلام في اليمن ، بعد الكشف من قبل المبعوث الأممي إلى اليمن، عن وجود خارطة طريق قدمتها كل من السعودية وسلطنة عمان لوقف كل الأعمال القتالية في كل أرجاء اليمن، والشروع في مفاوضات سياسية بين كافة الأطراف اليمنية، لتنفيذ تلك الخارطة على أرض الواقع ، وتحقيق سلام دائم وشامل ينهي مأساة اليمنيين في كل المحافظات شمالا وجنوبا ، ويعيد الأمن والاستقرار وتوفير الحياة الكريمة لكل ابناء اليمن.

وقبل الحديث عن المكاسب والخسائر التي ستحققها الأطراف السياسية خلال مفاوضاتهم الماراثونية والتي لن تكون سهلة ، فإنه يمكنني القول بكل صراحة ووضوح، وبدون مواربة ، إن الكاسب الأكبر من تحقيق السلام هو الشعب اليمني ، فالموظف سيعود الى وظيفته ويتلقى بشكل دائم ومنتظم الراتب الشهري الذي سيحقق له توفير لقمة العيش له ولأسرته ، ولا يعني هذا ان الراتب سيجعل اليمنيين ينعمون بالعيش الرغيد لكن على الأقل نصف الرغيف أفضل من لا شيء ،إضافة إلى ذلك ستتمكن الأجهزة المختلفة في الدولة من القيام بمهامها لتوفير الأمن والمياه والكهرباء وفتح الطرقات حتى يتمكن المواطن من التنقل بكل يسر وسهولة.

كما أن فتح المطارات والموانئ سيسهل للمرضى ورجال الأعمال من السفر الى اي مكان دون اي صعوبة وبالتالي يمكن القول فعلا ان الرابح الأكبر من السلام هو ابناء الشعب اليمني ، وطالما توفرت لهم كل هذه الأمور ، فلن يأبهوا بمن سيحكم البلاد ، حتى ولو كان الشيطان نفسه هو الذي ستولى قيادة البلاد ، فالمهم لديهم ان يوفر لهم سبل العيش الكريم ، والشعور بالأمن والأمان.

ولكي تصل المفاوضات إلى بر الأمان، ويشرع اليمنيين في تنفيذ خارطة السلام ، وبناء بلادهم والالتفات الى المستقبل، فلابد من توفر شرط رئيسي في المفاوضات السياسية، وهذا الشرط هو النوايا الصادقة والحسنة لدى كل طرف ، وللآسف الشديد، فإن هذا الشرط الجوهري غيرمتوفر على الاطلاق.

فالحكومة الشرعية تنظر إلى جماعة الحوثي بأنهم ميليشيات إيرانية تتلقى أوامرها من ملالي طهران ، وتنفذ أجندتها ولوكان ذلك على حساب الحاق الضرر باليمن واليمنيين، فيما ينظر الحوثيين إلى القيادات في الحكومة الشرعية بأنهم مجموعة من الخونة باعوا بلادهم ودمروها مقابل حفنة من المال، وبالتالي لا يمكن السماح بعودتهم لتولي مناصب في اليمن وكأن شيء لم يكن.

وهذا لا يعني تشاؤما أو عدم تفاؤل، بل يعني ان الأمر سيكون في غاية الصعوبة لتحقيق تقارب بين الأطراف لتحقيق السلام الدائم في اليمن، ولنفترض جدلا ان الأمر المستحيل أصبح ممكنا، وأزيلت كل العقبات بجهود مخلصة ، فمن سيكون الرابح والخاسر بعد التوقيع النهائي على عملية السلام في اليمن؟

بدون شك، فإن الرابح الأكبر من عملية السلام في اليمن ، هما المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي ، وجماعة الحوثي بقيادة زعيمهم عبد الملك الحوثي ، فالطرفان لديهما موطئ قدم ويمسكان بزمام الأمور على مناطق شاسعة ، كما ان لديهم الكثير من الاتباع والموالين، أما الخاسر الأكبر من هذا السلام، فسيكون حزب الاصلاح ، فهو وان كان يمتلك قاعدة شعبية كبيرة في اليمن ، سواء في الجنوب اوالشمال ، الا انه غير مرغوب ويعد العدو اللدود للطرفين القويين ، فلا الانتقالي ولا الحوثي يمكنهما التصالح مع حزب الاصلاح .

يمكن أن يستغل الحوثيين او الانتقالي شعبية الاصلاح الكبيرة وتعزيز صفوفهم لتقوية قواتهم ، بمغازلة بعض قادة الإصلاح، لكن الأصلاحيين سيرفضون هذا الأمر ، لأنهم يدركون أن هذا أمرمؤقت وليس دائم، لذلك سيرفضون الانحراط الى الانتقالي أو الحوثي ، وربما يسعون لتفاهمات مع محافظ مأرب سلطان العرادة لتكوين جبهة قوية في مأرب.

لكن العرادة سيكون ممتعضا من هذا الأمر، لأنه سيعني الدخول في معاداة مع الحوثي والانتقالي ، أما بقية كبار المسؤولين في الشرعية من الوزراء وكبار المسؤولين ، فسيكون مصيرهم مجهولا وفي كف عفريت ، واتمنى للجميع الأمن والسلامة وعلى رأسهم و وأولهم سلامة وراحة وأمن الشعب اليمني العظيم.

خالد الذبحاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى