عالم التقنية

هجوم البيجر.. هل بدأت حرب القرصنة والتجسس؟

جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" زرع كميات صغيرة من المتفجرات في داخل 5 آلاف جهاز. وأفاد المصدر الأمني اللبناني أنّ الحزب طلب 5 آلاف جهاز بايجر، من طراز "إيه.بي924". وأنّ الأجهزة تمّ تعديلها في مرحلة الإنتاج.

جاء الهجوم السيبراني الإسرائيلي على حزب الله في لبنان، بتفجير أجهزة «البيجر»، بمثابة نقلة نوعية في الحرب بين جيش الاحتلال وأنصار حسن نصرالله، حيث تعد الضربة حدث أمني غير مسبوق هزّ الأوساط الأمنية والإقليمية.

هذا التصعيد يؤكّد أن الأداة الإسرائيلية لم تعد تلتزم بأيّ ضوابط أخلاقية أو تقليدية، ما يفتح الباب على سيناريوهات جديدة ومثيرة للقلق في مجال الأمن الإلكتروني والسياسة الإقليمية. وفقا للنهار العربي.

 ما هو البيجر؟

“البايجر Pager” ويُسمّى أيضاً جهاز النداء الآلي، هو أداة صغيرة تمكّن حاملها من تلقّي رسائل موجزة أثناء تنقّله. في السابق، كان يُستخدم بشكل شائع كوسيلة للتواصل قبل أن تصبح الهواتف المحمولة متاحة على نطاق واسع. وكانت “البايجرز” تعمل على توجيه رسائل نصية أو أرقام هاتفية إلى المستخدم، الذي يمكنه بعد ذلك الردّ على الرسائل باستخدام هاتفه.

“البايجر” جهاز استقبال راديوي صغير، يستجيب بإصدار نغمة أو ذبذبة عندما يتمّ تنشيطه بوساطة إشارة راديوية. يتميز كلّ “بايجر” برقم تعريف خاص به. وتبثّ أجهزة الإرسال الرسالة، بوصفها إشارة راديوية، على تردّد مخصّص، وتصل الرسالة إليه في خلال دقائق وحتّى ثوانٍ. ويعمل جهاز الإتصال فقط داخل المنطقة الجغرافية التي تغطيها خدمات “البايجر”.

بطاريات الليثيوم

انفجارات بطارية الليثيوم أيون نادرة جداً. وعادةً تحدث الانفجارات بسبب عيوب في البطارية، أو بسبب عوامل خارجية، وهو أحد السيناريوهات المطروحة. وعلى الرغم من أن بطاريات الليثيوم أيون مصممة للعمل في درجات حرارة عالية، إلّا أنّ الحرارة الشديدة قد تتلفها. وتنتج من انفجار بطاريات الليثيوم أيون إصابات وحروق خطيرة جداً.

وفي هذا الإطار، طالبت بالفعل وزارة الصحة اللبنانية من جميع المواطنين الذين يمتلكون أجهزة “pagers” أن يعمدوا إلى رميها بعيداً منهم بشكل فوري.

العلامة التجارية

“غولد أبولو” العلامة التجارية التي يحملها الجهاز، في بداياتها، ركّزت الشركة على إنتاج أجهزة الاستدعاء اللاسلكية التي تعتمد على تقنيتي “POCSAG وFLEX”، مستهدفة السوق المحلية في تايوان. مع نهاية التسعينات، وسّعت “غولد أبولو” محفظة منتجاتها لتشمل أجهزة الاستدعاء الأبجدية الرقمية، ما مكّنها من الوصول إلى الأسواق العالمية وتقديم منتجات مبتكرة.

اقرأ ايضا| مطار أميركي يتعرض لهجوم القراصنة.. ما القصة؟

وصرّح مصدر أمني لبناني كبير، ومصدر آخر، لوكالة “رويترز” أن جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” زرع كميات صغيرة من المتفجرات في داخل 5 آلاف جهاز. وأفاد المصدر الأمني اللبناني أنّ الحزب طلب 5 آلاف جهاز بايجر، من طراز “إيه.بي924”. وأنّ الأجهزة تمّ تعديلها “في مرحلة الإنتاج” بتدخّل من جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد”، الذي وضع لوحاً في داخل الأجهزة، يحتوي على مادة متفجرّة تتلقّى شيفرة من الصعب جداً اكتشافها تقنيّاً بأيّ وسيلة، حتى باستخدام أيّ جهاز أو ماسح ضوئيّ.

البرامج الضارّة

ووفقاً لـ”وول ستريت جورنال”، صرّح أشخاص مطّلعون على أنّ أجهزة “البايجرز” المتضرّرة كانت من شحنة جديدة تلقّاها الحزب في الأيام الأخيرة. كما أكّدت “رويتزر” المعلومة بأنّ الأجهزة المنفجرة هي من أحدث جيل جلبه الحزب. واليوم، نقلت الوكالة عن مصدر أمني، أنّ “حزب الله” اشترى أجهزة اللاسلكي المحمولة قبل 5 أشهر في وقت شرائه أجهزة “البايجرز” تقريباً.

وكان مسؤول في “حزب الله” قال، إنّ مئات المقاتلين لديهم مثل هذه الأجهزة، وتكهّن بأن البرامج الضارّة ربما تسببت في تسخين الأجهزة وانفجارها، مشيراً إلى أنّ بعض الأشخاص شعروا بتسخين أجهزة الاتصال وتخلصوا منها قبل انفجارها.

خرق أمني

وإحدى السيناريوهات المطروحة أيضاً، هو احتمال أن يكون تمّ اختراق النطاق التردّدي الذي يستخدمه عناصر الحزب، لا الأجهزة كلّها، خصوصاً أنّ تلك المماثلة مع قوى الأمن والمستشفيات مثلاً، لم تتضرّر بالمجمل. أو أنّ إشارة يمكن من خلالها رفع حرارة الأجهزة لتنفجر بطاريات الليثيوم تمّ تفعيلها، وهذا ما لم يمكن نفيه حتى الآن.

أمّا عن تأثير هذا الخرق أمنياً وتقنياً على الحزب، فتفجير هذه الأجهزة وخصائصها يحرم عناصر الحزب من المزيد من الإمكانيات للتواصل في ما بينهم، وبالتالي سيطرأ ضرر كبير في عملية التواصل في الداخل الحزبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى