هل حقاً أن نتن ياهو لم يحقق أياً من أهدافه في قطاع غزة على الرغم من مرور عام كامل على حرب إبادته للشعب الفلسطيني .
ما نسمعه من محللين سياسين وخبراء عسكريين ومقابلات لمسؤولين في موقع القرار الفلسطيني وما نقرأه من مقالات عديدة كل يوم، نجد ثمة إجماع على أن نتن ياهو لم يحقق أياً من أهدافه وخاصة بما يتعلق بالمقاومة الفلسطينية عموماً وبحركة حماس خصوصاً وبالأخص منها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار.
عام مضى على عملية طوفان الأقصى التي هدفت إلى تحرير فلسطين وتحرير الأقصى وتحرير الأسرى، عملية حملت من الأهداف أكبر من حجمها وامكاناتها في ظل حسابات غير دقيقة وتصور لسير العملية غير ما سارت عليه، فانكفأت العملية من الهجوم إلى الدفاع ومن إنجاز أهداف استراتيجية إلى أهداف البقاء والمحافظة على الذات.
لقد استطاع العدو الصهيوني بقيادة نتن ياهو أن يرتكب مئات المجازر التي ذهب ضحيتها نحو خمسين ألف شهيد ومائة ألف جريح، ويدمر عشرات الألوف من الشقق السكنية والبيوت وأجبار سكان القطاع على النزوح من الشمال إلى الجنوب والسكن في الخيام ومراكز الأيواء مفتقرين إلى أبسط متطلبات الحياة، واستطاع نتن ياهو أن يدمر المشافي ويقضي على المنظومة الصحية، كما تم القضاء على المنظومة التعليمية بتدمير مئات المدارس وكل الجامعات في القطاع وخسارة عام دراسي كامل، ناهيك عن تدمير البنية التحتية في القطاع، أليس كل ذلك أهدافاً استراتيجية حققها نتن ياهو خدمة للمشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني على أرض فلسطين؟
اقرأ أيضا| نتنياهو يغطي فصائح الفساد بالحرب
هل نسينا مخرجات المؤتمر الصهيوني الأول عام ١٨٩٧ التي تقول بأن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ، والصهاينة منذ أن غزوا بلادنا منذ ذلك التاريخ قد عملوا وما زالوا يعملون على قتلنا لاثبات مقولتهم تلك وتحقيق بناء وطنهم القومي اليهودي على أرض فلسطين، فكان قانون القومية الذي أكد على يهودية دولتهم ولا حق لغير اليهود فيها.
فالهدف من العدوان الأوروبي الأمريكي الصهيوني على قطاع غزة هو الإبادة الجماعية لفلسطيني قطاع غزة والتي تحقق ذلك بانتفاء مقومات الحياة والضغط على الفلسطينيين للهجرة خارج القطاع في عملية تهجير قسري متفاهم عليها دولياً.
نتن ياهو لم يضع تحرير أسراه لدى المقاومة هدفاً يتطلع إلى إنجازه بقدر ما كان يرى في أسراه سبباً مقنعاً للعالم لاستمرار حرب إبادة الشعب الفلسطيني.
واستطاع نتن ياهو أن يجعل المفاوضات تدور حول دخول المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء، وعودة الفلسطينيين إلى بيوتهم في شمال القطاع، كما جعل من محوري صلاح الدين ونتساريم أساس المفاوضات دون تحقيق أي شيء منها، حيث أصبحت المفاوضات عبثية وبعيدة كل البعد عن أهداف عملية طوفان الأقصى، وأصبحت القضية الفلسطينية مختصرة بقضية تنظيم وقائد.