دولة الإحتلال

نتنياهو يتعمد تفجير المفاوضات

وانتقد مسئول أميركي رفيع، تصريحات نتنياهو حول استمرار سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، معتبرا أنها "متشددة"، وأكد أنها لا تساعد في التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

فريق التفاوض الإسرائيلي انتقد تصريحات نتنياهو، معتبرين أنها تهدد المفاوضات وتهدف لعرقلتها، وأكدوا أن تصريحات نتنياهو، التي تؤكد استمرار إسرائيل في السيطرة على محور فيلادلفيا وممر نتساريم، تتناقض مع التقدم الذي تم إحرازه وما تم الاتفاق عليه مع الوسطاء.

وتقترب الحرب الإسرائيلية على غزة من شهرها العاشر ولا يبدو في الأفق انفراجة قريبة للفلسطينيين المدنيين العزل في القطاع الذي يعاني من مثلث القصف العشوائي المرعب والتجويع الذي تفرضه حكومة بنيامين نتنياهو البربرية على المدنيين أكثر من نصفهم من الأطفال، إضافة إلى الأمراض التي زاد من حدتها وتدمير أغلب المستشفيات والمراكز الطبية ومنع إدخال الأدوية إلى القطاع المحاصر يضاف اليها انتشار الاوبئه وخاصة شلل الأطفال ويمارس الاحتلال، في هذه المرحلة، أعلى مستويات الضغط العسكري والسياسي والنفسي، والذي لا يستثني أحداً. أول من أمس، حاصرت الدبابات وطائرات الـ«كوادكابتر» تجمّعاً بشرياً كبيراً في منطقة أصداء، شمال غرب مدينة خاني ونس، التي تؤوي أكثر من 300 ألف فلسطيني، وشرعت في إطلاق الرصاص والقذائف بشكل جنوني.

خلّف ذلك مشهداً مأساويا لا يمكن وصفه بالكلمات، وكرّر جيش الاحتلال الفعلة ذاتها في منطقة القرارة شرق خانيونس، حيث أضرم بالقذائف والرصاص النار في الخيام التي كان النازحون فيها نياماً، ليهرب الناس من خيامهم المشتعلة بينما النار تلتهم أجسادهم. وفي المنطقة الوسطى، وسّع جيش الاحتلال ّ إنذاره بالإخلاء المتزامن ليشمل مناطق واسعة، وكثّف قصفه الجوي والمدفعي على مدينة دير البلح التي تزدحم بأكثر من مليون نازح. وتزامن كل ما تقدم، مع إطلاق رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتني اهو، رصاصة الرحمة على المفاوضات التي هي بالأساس ولدت ميتة .

جاء ذلك بحسب ما أفادت هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”) مساء اليوم، الثلاثاء؛ ونقلت القناة عن مسئولين في الفريق المفاوض إن “تصريحات نتني اهو تهدف إلى تفجير المفاوضات. لا يوجد تفسير آخر”.وأضافوا “رئيس الحكومة يعرف أننا في فترة حرجة نعمل فيها على إيجاد حلول لمسألة محور فيلادلفيا ونتساريم قبل جولة المحادثات المقبلة، وهو يعرف أن هناك تقدمًا، رغم ذلك يصدر تصريحات تتعارض مع ما تم الاتفاق عليه مع الوسطاء”.

اقرأ أيضا| التفاوض عند نتنياهو: طريق للحل أم فخ خداعي؟

وفي رد على الانتقادات، نقلت “كان 11” عن مقربين من نتنياهو قولهم إن “من لا يعجبه الطريقة التي يدير بها رئيس الحكومة المفاوضات، فهو مدعو للقيام والمغادرة” وعلى الرغم من التوتر الكبير بين الأطراف، قالت مصادر في فريق المفاوضات إنه لا يوجد أي نية لدى أعضاء فريق المفاوضات المكون من رؤساء الأجهزة الأمنية، للتخلي عن مناصبهم “في هذه المرحلة الحرجة من المفاوضات”.

وانتقد مسئول أميركي رفيع، تصريحات نتنياهو حول استمرار سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، معتبرا أنها “متشددة”، وأكد أنها لا تساعد في التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس ، وقال المسئول الكبير الذي يرافق وزير الخارجية أنتوني بلينكن في جولته بالشرق الأوسط، في تصريحات لوكالة “فرانس برس” طالبا عدم كشف هويته، إن “تصريحات متشددة كهذه ليست بناءة للتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار” وقال المسئول إن بلينكن متمسّك بما صرّح به الإثنين بشأن موافقة نتني اهو على “خطة تسوية” أميركية لسد الفجوات في ما يتّصل بالمقترح الذي أعلنه بإيدن في 31 أيار/ مايو والمتعلق بوقف إطلاق النار في غزة.

ووفق المعطيات أن نتني اهو يسعى للقفز من مرحلة انتظار الرد من قبل إيران وحزب الله على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والقائد العسكري لدى حزب الله فؤاد شكر وقصف ميناء الحديدة، من خلال المماطلة والتسويف للتوصل لصفقه التبادل ووقف إطلاق النار وجر أمريكا وحلفائها لحرب إقليميه واسعة تخدم أهداف وتطلعات نتني اهو و يراهن بالوقت نفسه على صناعة رأي فلسطيني من خلال الضغط العسكري ليكون أكثر واقعيه إزاء مرحلة الاستعصاء التفاوضي الحالية، مِن مثل: ” الموافقة على أي صفقة تعيد النازحين إلى شمال القطاع، ثم اترك النقاط الخلافية إلى مرحلة أخرى” ، فيما ترى قوى المقاومة أن ” أيّ تنازل يمكن أن يُقدّم في هذا المرحلة هو إذعان لوقائع مستدامة، لن يتخلّص الفلسطينيون من تبعاتها لعشرات السنين”.

بأيّ حال، يمكن القول إن الحرب التي تقترب من إنهاء عام كامل، وهي وصلت إلى مرحلة الحصاد، حيث يلقي جيش الاحتلال بكل أوراق الضغط التي يمتلكها في غزة، آملاً الوصول إلى الحسم الناجز، قبل أن ينتقل الصراع إلى مستوى إقليمي، ستصبح غزة هامشاً على متنه. وهنا، تدرك المقاومة أن أي تنازل على طاولة المفاوضات، وبضغط الأمر الواقع، لن يكون سوى الهزيمة، وإن اختلفت طريقة عرضها ومبرّرات القبول بها.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى