دعا الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين في قطاع غزة “في أقرب وقت ممكن”،تأتي هذه الدعوة في ظل استمرار المفاوضات بين حماس وإسرائيل، بوساطة مصرية وأمريكية وقطرية، بهدف وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسري ومماطلة نتنياهو
تنبع مماطلة نتنياهو في تأخير الصفقة من قناعته بأن إسرائيل حققت أهدافها الرئيسية، وبالتالي لا توجد حاجة ملحة لإتمام الصفقة الآن كما أن هناك إشكالية جوهرية في صفقة تبادل الرهائن والأسرى الفلسطينيين، هو أن حماس الأن أصبحت في موقف ضعف كما أن معظم الرهان تم قتلهم وما تبقي منهم إلا القليل والذي لا تلقي له حكومة نتنياهو بالا يذكر.
اقرأ أيضا.. الإسرائيليون وخديعة المفاوضات من أوسلو إلى الدوحة
إذ لو استجابت حماس قبل عام للأصوات الداعية لاستثمار الفرصة وبدأ مفاوضات وقف إطلاق النار مع الكم الهائل من الرهان الذي كان موجودا لديها والذي كان يمثل ورقة ضغط كبيره علي نتنياهو لإتمام الصفقه لكان هناك احتمال حقيقي لإنجاز تبادل يخدم الأسرى الفلسطينيين بشكل كبير.ولما استطاع نتنياهو أن يماطل في إتمام الصفقه كما يفعل الأن لكن حماس بعدما سقطت منها معظم أوراق الضغط أصبحت في موقف ضعفل كن الوضع اليوم يختلف جذريًا.
إسرائيل،بعد تحقيق كافة أهدافها في غزة من تقييد النفوذ الإيراني وإضعاف حماس والفصائل المتحالفة معها، أصبحت في موقف قوة. كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يعزز قبضته على المشهد الداخلي والخارجي، ليس لديه دافع لتقديم تنازلات كبيرة لحماس التي يعتبر أنها في موقف ضعف.
لكن هناك أسباب في تأخير نتنياهو للصفقة
أولا عدد الرهائن والأوضاع الأمنية في غزة حيث لا تملك حماس أعدادًا كبيرة من الرهائن، ولا يُعرف عدد الأحياء منهم وسط حالة الفوضى الأمنية والسياسية التي تعصف بقطاع غزة.
ثانيا أهداف إسرائيل المتبقية في غزة لم تنتهي بعد فإسرائيل تسعى لاستكمال مشروعها بإعادة تشكيل غزة، بما يشمل تجميع السكان في مناطق محصورة.وتدمير البنية التحتية المتبقية، وتحويل غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة.
ثالثا .تريد إسرائيل تسليم القطاع للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والعرب، مع مشاركة أطراف مثل السعودية، مصر، الإمارات، وتركيا، التي قدتلعب دورًا في استقبال اللاجئين الغزيين.
رابعا .اختيار أسماء الأسرى
فإسرائيل ترفض الإفراج عن قيادات بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعيدات أو الأسرى ذوي المحكوميات العالية، لأنها ترى أن ذلك يمنح حماس أو جماعات الإسلام السياسي قيمة معنوية لا ترغب في تقديمها لهم فالهدف الإسرائيلي هو منع حماس من تحقيق أي نصر سياسي أو معنوي يعيد بعض شعبيتها.
خامسا..أنّ استراتيجية نتنياهو تتمثل في عرقلة المفاوضات من أجل تأمين شروط أفضل لوقف إطلاق النار عندما يتولى الرئيس الأمريكيّ المنتخب دونالد ترامب منصبه ،على أنّ ترامب قد يكون أكثر استعدادًا من بايدن لقبول وجود قوة متبقية في غزة بعد الحرب، وهو ما قاله مسؤولون سابقون في فريق ترامب لـ “تايمز أوف إسرائيل “الشهر الماضي
لكن ما هي سيناريوهات الصفقة المحتملة ؟؟
سيناريوهات الصفقة المحتملة
إسرائيل ستسعى للحصول على جميع الرهائن الأحياء وجثث القتلى دفعة واحدة، مع محاولة تحقيق ذلك بطرق غير مرتبطة بالصفقة، مثل العمليات الاستخباراتية.
إذا تم الاتفاق، فمن المتوقع أن تفرج إسرائيل عن فئات محددة من الأسرى الفلسطينيين تشمل:
أسرى من القدس ومناطق الـ48، خصوصًا الأطفال والنساء،أصحاب المحكوميات الجنائية،معتقلي الحرب على خلفية التحريض،معتقلي غزة من غير عناصر حماس،الأسرى المرضى الذين لم يعد لوجودهم قيمة أمنية أو سياسية ،بعض المعتقلين الإداريين،جثامين أسرى بارزين
وبالمحصلة إسرائيل ترى أنها في موقع قوة بعد حربها الطويلة وتحقيق أهدافها الإقليمية. أي صفقة ستخضع لمعادلة تحافظ فيها على سيطرتها وترفض تقديم مكاسب لحماس. في المقابل،يجب على الفلسطينيين دراسة خياراتهم بعناية واستخدام العقل والمنطق في وزن الأمور.