حماس

نتنياهو وحلم القضاء على «حماس»

نتنياهو بالنصر المطلق والقضاء على حماس واستعادة الاسرى بدأت تتبدد بالتدريج مع ما واجهه جيشه.

لم يتوقف قاتل أطفال ونساء غزة بنيامين نتنياهو عن ترديد هذه العبارة “سنقضي على حماس” منذ بداية الطوفان.

كان يكررها اعتقادا منه ومَن معه من عرب وعجم ان مسألة القضاء على حماس وبقية فصائل المقاومة لن يستغرق سوى بضعة ايام، وفي أسوأ الأحوال أسابيع معدودات.

أحلام نتنياهو بالنصر المطلق والقضاء على حماس واستعادة الاسرى بدأت تتبدد بالتدريج مع ما واجهه جيشه من مقاومة شرسة تتعاظم مع مرور الوقت.

عندما رفع نتنياهو شعاره “النصر المطلق والقضاء على حماس” كان في ذهنيته حروب الكيان السابقة مع جيوش دول العربان التي لم تصمد أمام جيش الاحتلال، وبرغم ذلك وعلى سبيل الاحتياط فقد شن جيش الإبادة هجوما جويا بربريا لم يكن مسبوقا في المنطقة، هجوما لم يترك مكانا في غزة الا واستهدفه.

ما ان بدأ الهجوم البري بعد ذلك ، حتى بدأت “لحظة الحقيقة ” تتجلى أمام عيون قادة الكيان ومن معه من عرب وعجم، هؤلاء “العرب قبل العجم” كانوا يطالبونه بمزيد من القتل والتدمير.

بعد تسعة أشهر من العدوان الفاشي على غزة الباسلة، لم يستطع جيش الإبادة من تحقيق اي من الأهداف المعلنة للحرب، وهو الأمر الذي اربك الحسابات لكل من تآمر على غزة.

قبل أيام عدة، أوردت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن قادة في جيش الإبادة قولهم “انه يجب الاتفاق مع حماس على صفقة حتى لو بقيت حماس في السلطة”، هذا الأمر الذي يرفض نتانياهو مجرد التفكير به او تخيله.

قادة جيش الإبادة بالمجمل سواء ممن هم في الميدان او الذين احيلوا على التقاعد، لديهم رأي واضح في ان ما يريده نتنياهو لن يتحقق وأن إطالة أمد الحرب إنما هو لأسباب شخصية تتعلق بنتانياهو نفسه.

حالة التذمر من طول فترة الحرب وحالة الانهاك التي ألَمّت بجيش الإبادة دفعت بالكثير من قادة الاحتلال إلى رفع الصوت عاليا من أجل عقد صفقة تقود إلى إيقاف الحرب.

طلبات المزيد من العتاد والآليات والصواريخ…. تتزايد’ إضافة إلى الحاجة إلى المزيد من القوات وهذا ما أدى إلى تجنيد الحريديم وهو الأمر الذي لم يحدث منذ قيام الكيان، عدا عما أعلنه وزير الحرب الصهيوني قبل عدة أيام عن الحاجة الفورية لعشرة آلاف جندي.

كل هذا وغيره الكثير الذي لا مجال لتعداده هنا كان بعد مرور تسعة أشهر من العدوان الذي اعتقد نتانياهو انه سيكون نزهة على غرار حرب حزيران ١٩٦٧.

تسعة أشهر من القتال الضاري لم يستطع نتانياهو برغم عشرات آلاف الأطنان من القذائف والصواريخ والقتل والتدمير ان يحقق اي من اهدافه، وهو يدرك أكثر من أي وقت مضى ان هدف القضاء على حماس وبقية فصائل المقاومة لا يمكن تحقيقه كما أفاد بذلك هاغاري الناطق باسم جيشه بحجة أن حماس فكرة، والحقيقة هي أن حماس ليس مجرد فكرة بل هي أصبحت واقعا ملموسا يسمى المقاومة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى