دولة الإحتلال

نتنياهو الثابت المهزوم برغبة الجميع

الخطر الوحيد على نتنياهو يأتيه أولاً من ذوي الاسرى لدى المقاومة في غزة، والذين باتوا يفقدون الامل تدريجيا بعودة ابنائهم إحياء.

فيما عدا ذوي الاسرى لدى المقاومة، فإنَّ أحداً في دولة الاحتلال لا يرغب بالحلول مكان بنيامين نتنياهو ولا التخلص منه حتى، ولكل أسبابه الخاصة به.

مكونات حكومته من الصهيونية الفاشية من أمثال بن غفير وسموتريتش يعلمون علم اليقين أن لا فرصة لهم للعودة للحكم إذا اطاحوا بنتنياهو وحكومتهم، وهم لذلك ليسوا أكثر من أدوات يوظفها نتنياهو كيفما يشاء وهم يعلمون ذلك ولا حول لهم ولا قوة سوى الموافقة على القيام بالدور الذي يرغب به من صنعهم ومن بقائه يمكنهم البقاء، ولذا فهم ليسوا أكثر من دمى بيد بنيامين نتنياهو يستخدمهم وقت يشاء وكيف يشاء.

الحريديم ومن معهم، وهم أولئك الذين اعتادوا البقاء على حالهم يأكلون ولا يعملون ويدعون أن صلواتهم هي من تحمي دولة الاحتلال وليس أميركا، واليوم بدون نتنياهو سيصبحون مجبرين على العمل مقابل الغذاء، فهم اذن متمسكون بنتنياهو أكثر من نفسه.

غانتس وحزبه، وهو الذي قدم الخدمة الأكبر لنتنياهو بالدخول معه في حكومة الطوارىء ومنحه تغطية لثمانية شهور، وهو أكثر من غيره يعلم أن الانتصار في هذه الحرب المقتلة وتحقيق الأهداف التي حددت له أمر مستحيل، وبالتالي صار من مصلحته أن يترك نتنياهو يواجه مصيره وحده ويحمل وزر الفشل والهزيمة والعزلة والدمار الذي لحق ولا زال بكيانهم.

المعارضة بكل مكوناتها من لبيد إلى ليبرمان إلى حزب العمل وميريتس وطبقة الجنرالات المتقاعدين أكثر من يعلم بخبرتهم السياسية والعسكرية أن هزيمة السابع من تشرين الأول (أكتوبر) لن تنتهي ولا يمكن اقتلاعها من التاريخ ولا ردم ما تركت من حفرة في حياة الكيان ولا بأي حال من الأحوال، وان المقتلة في غزة مهما تعمقت وطالت لن تلغيها بل ستزيدها تعميقاً وتفضح كل الرواية الصهيونية وتعيد الأمور إلى نقطة الصفر.

الرئيس الأميركي جو بايدن وعصابته وهم الأكثر حرصاً ومصلحة على بقاء نتنياهو في الحكم أولا بهدف استخدامه بكل العمل الأسود والجريمة التي ترغب بها الولايات المتحدة في المنطقة وثانياً لمحاولة تبرئة نفسها وحتى تبرئة دولة الاحتلال من الجريمة وتحميل نتنياهو وحده وزر كل شيء.

لكل ما سبق، فإنَّ نتنياهو يدرك مكامن القوة لديه، وأن أحداً لا يجرؤ ولا يرغب أن يحل مكانه في الظرف الحالي، وهم يريدون له ان ينهي ما بدأ، وأن يكون ممسحة كل الفشل والهزيمة والتدمير الذي حل بدولتهم قبل أن يحملوا المسؤولية التي يدركون أنها قد تودي بهم اذا ما ورثوا الامر قبل أن تضع المقتلة أوزارها.

الخطر الوحيد على نتنياهو يأتيه أولاً من ذوي الاسرى لدى المقاومة في غزة، والذين باتوا يفقدون الامل تدريجيا بعودة ابنائهم احياء، ولأن القوى السياسية المعارضة لا تقف معهم بشكل حقيقي ولا تشاركهم الضغط على نتنياهو، فانهم او بعضهم قد يجدون انفسهم مجبرين على الذهاب حد التخلص من نتنياهو جسديا، وسيعود إليه ما مارس من تحريض ضد إسحق رابين بعد اتفاقية أوسلو، وأيا تكن النتيجة التي سيصل اليها، فهو شخصيا سيدفع ثمن كل الهزيمة والفشل التي يستحيل عليه تحويلهما الى نصر او حتى صورة نصر.

والخطر الثاني يأتيه من صلابة موقف قوى محور المقاومة والتصاعد الشديد والمتواصل من كل جبهاته وخصوصا الجبهة الشمالية، التي بات الجميع يتحدث عن الخشية من تطورها وبالتالي فهو قد يجد نفسه يخسر كل شيء لانه سيضطر للتوقف عن المقتلة لدرء خطر حزب الله من الشمال والذي بات من الواضح انه لا يهتم بكل التهديدات ولا يكترث لكل المغريات ويواصل معركته كما اراد لها ان تكون.

الجميع اذن يريدون لنتنياهو ان يبقى الثابت الوحيد في موقعه ليكون المهزوم الوحيد والفاشل الوحيد ويحمل وزر الجميع في أميركا ودولة الاحتلال وأمام العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى