الوقوف مع المقاومة ودعم الشعب الفلسطيني لا يأتي من خلال الإصرار على إقامة المهرجانات الفنيّة والرقص والغناء، حتى لو كان غناء ثوريا، لأن الجماهير العربية معتادة على الرقص والتمايل يمينا ويسارا حتى لو كانت موسيقى لدعاية شيبس أو عصير غازي، هكذا نحن، ولن نغيّر من عاداتنا، ولا تستغفلونا .
الإصرار على إقامة مهرجان هنا أو هناك، وفي أكثر من مدينة عربية بحجّة دعم غزة، فهذا لا يمكن قبوله، هي محاولات ملتوية من القائمين عليها، وما الضير لو جرى إلغاء المهرجانات هذا العام؟ كيف سيستقيم الأمر ونحن نشهد كل لحظة مجازر صهيونية بحقّ الأهل في غزة؟
كيف للعرب أن يحظوا بالإستمتاع وهم يتراقصون على المدرجات، لا يهمّني إذا ماكان المطرب ثورجيا أو شعبيا، هي مهرجانات للفرح والسعادة، ولا علاقة لها بالتضامن مع شعبنا في غزة.
الجزائر أعلنت بوضوح من خلال وزارة الثقافة إلغاء كل مهرجانات هذا الصيف، وهذا أقلّ ما يمكن القيام به، تضامنا مع غزة، في الوقت الذي تخرج فيه تصريحات تبيعنا وطنية، وكأننا نحارب الثقافة والفن، لا نريد لأحد أن يمارس علينا الفعل الوطنجي الذي مللناه وقرفناه.
بالله عليكم ياأصحاب المهرجانات الفنيّة العربية.. انسوا تسعة أشهر من حرب الصهاينة على غزة، تذكّروا فقط الجريمة الأخيرة في المواصي – خان يونس، أمام تلك المشاهد والأشلاء للأطفال والنساء، هل يمكن لكم ممارسة الرقص والتمايل وإطلاق الصفير والإعلان عن فرحكم وغبطتكم؟ إذا كان الأمر كذلك، فما علينا سوى أن نغسل أيدينا منكم ومن أمّتكم ومن مهرجاناتكم .
شخصيا شعرت بالنشوة والطرب حين عرفت بأنّ المقاوم الفلسطيني يتزيّن ويضع العطر استعدادا لمواجهة ربّ العزّة في أيّ لحظة، يا إلهي.. هل هؤلاء بشر فعلا أمّ أنّهم امتداد لصحابة رسول الله .
أقيموا مهرجاناتكم، ارقصوا وتمايلوا، واتركوني مع المقاوم الذي تفوح منه أزكى رائحة عرفتها في حياتي .
لا أصدّق أبدا بأننا نحن أمّة محمد !!!