يتجلى لدى المتابع الجيد للوضع فى فلسطين أن هناك خلاف عميق بين عناصر الاحتلال وبعضهم البعض؛من بداية إنقلاب نتنياهو على وزير دفاعه السابق غالانت وإتيانه بوزير دفاع متسرع وهمجي وتسليط نتنياهو وزير خارجيته الحالى كوهين ووزير أمنه القومى بن غفير على لابيد رئيس الوزراء و وزير الخارجية السابق والخلافات بين أعضاء الكنيست والخلاف فى مجلس الحرب والضوضاء والفوضى فى الإعلام الإسرائيلي والمناوشات بين الإسرائيلين وكأنها معركة سياسية كُبرى داخل النظام المحتل …
ولكن مع الوقت تحولت المعركة السياسية إلى معركة وجودية دون أن يدرى النظام المحتل،حين أصبح نتنياهو يعتقد فى نفسه أنه دولة لا يمكن هزيمتها طالما يتصرف بهمجية تجاه الجميع والتصرف بخضوع مادى ومعنوى تجاه الولايات الأمريكية والتدقيق فى إعتقاد نتنياهو يخبرنا أنه لا يظن أنه يمثل إسرائيل وإنما هو بحد ذاته دولة إسرائيل وهذا إعتقاد الطغاة دائماً حين استشراء الغرور داخل أنفسهم -وغالبا ما يكون نهايتهم- وهذا جعل المعارضة وباقي الطوائف الإسرائيلية تعتقد أنها فى حرب فى المقام الأول مع دولة نتنياهو الديكتاتورية التى -من وجهة نظرهم- تسير فى إتجاه نهاية إسرائيل أو على الأقل خسارة إسرائيل جزء كبير من قوتها.
وهذا يطرح سؤال ما الأفضل لنا وجود أو عدم وجود نتنياهو؟
من وجهة نظر عربية تطل على الأمر برمته تجد أن إسرائيل نتنياهو تسير نحو إنهيار شامل على المدى القريب أو حتى البعيد لأنه طالما وجد نتنياهو فى السلطة وجد الخلاف بين الإسرائيلين وطالما وجد بينهم الخلاف هذا يعزز وجود تحركات عنيفة فيما بعد وقد رأينا بدايتها من الحركة الشعبية فى شوارع تل أبيب الرئيسية والتعامل بقمع معها من قبل نتنياهو ولكن..
هل ننسى معاناة أهل غزة؟
من وجهة نظر عربية تطل على معاناة أهل فلسطين وغزة تحديدا فالجميع يرغب فى رحيل نتنياهو لتتوقف الحرب وتنتهى معاناتهم وللحقيقة فالوضع فى غزة والمأساة التى يعانيها الجميع فى غزة من نساء وأطفال وشيوخ وغيرهم وسط عجز دولى وعربي وإسلامي كبير له دلالته على القوة الصهيونية الظاهرية فى العالم والخوف المتسلل داخل قلوب العرب خصوصاً والعالم قاطبةً مع أن معركة السابع من أكتوبر و الصمود الأسطورى لأهل غزة قد أثبت للعالم أن خوفهم ليس فى محله من القوة الظاهرية للإحتلال فهي مبنية فى الأساس الأول على قتل الأطفال والنساء والهروب من المعركة الحقيقة وتحقيق إنجازات وهمية تقذ فى قلوب أعداءها الرعب بدون حق…
اقرأ أيضا.. حكومة الاحتلال وتزوير الحقائق والتاريخ
ما هو دور العرب؟
إذا أستفاق العرب من غيبوبتهم سريعاً سيجدوا أن هناك فرصة تاريخية للإنقضاض السياسي إن لم يكن لهم طاقة بالإنقضاض الحربي؛فالآن جنود إسرائيلين مُلاحقون فى كثير من دول العالم والكثير من الدعوات القضائية تجاه إسرائيل لذا لماذا لا تنضم العرب لهذا الركب الذي لم تستطع أمريكا أن تنقض عليه؟
أم أننا أضعف من دول إفريقية وأوروبية ؟؟؟؟؟؟؟