عالم التقنية

منصات التواصل الاجتماعي تشن هجومًا حادًا على «غوغل».. ما القصة؟

تماشت آراء عدد من الخبراء التقنيين مع تصريح "غوغل"، مؤكدين أن وجود مثل هذا البرنامج يضر بعملهم ويجعل المستخدم النهائي حائرا بين رأي التقني الخبير وبين رأي المؤثرين الذين لا يملكون خبرات تقنية كافية.

تملك الشركات التقنية العديد من الأسلحة التسويقية في ترسانتها، ولكن من ضمن هذه الأسلحة وأقواها هو إرسال نسخة من منتجاتها المختلف إلى المؤثرين والمراجعين والصحفيين التقينين من أجل الحصول على تغطية تساعدهم في الترويج لمنتجاتهم، ولا تعد هذه الآلية حصرية لشركة “غوغل”، إذ تقدم العديد من الشركات هذه الآليات بشكل واسع ولكن بأشكال مختلفة تتناسب مع خطط الشركات التسويقية.

وشنت منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، هجومًا حادًا على شركة غوغل، بسبب صورة تم تسريبها لبرنامج “تيم بكسل” (Team Pixel) الذي يضم مجموعة من المؤثرين تمكنوا من الحصول على هواتف “بكسل” قبل طرحها رسميا. وفقا للجزيرة.

برنامج ترويجي

وأظهرت الصورة أن “غوغل” تجبر المؤثرين المشاركين في هذا البرنامج الترويجي على نشر المراجعات الإيجابية فقط عن هواتفها الجديدة، وعدم ذكر أي سلبيات أو وضعها في مقارنة مباشرة مع المنتجات الأخرى.

أثار هذا الأمر حنق المجتمع التقني حول العالم، لتبدأ أصابع الاتهام تتجه إلى الشركة بكونها تزور المراجعات وتحاول خداع المستخدمين لجعل هواتفها تبدو أكثر تميزا من المنافسين، ولكن هل تعمدت “غوغل” فعل ذلك؟ وما قصة هذه الصورة؟ والأهم هل تستحق هواتف “بكسل 9” كل هذه الضجة؟

تيم بكسل

ومن المهم وضع حد واضح وفاصل للتفرقة بين المؤثرين بشكل عام والمراجعين التقنيين، إذ يختص التقنيون بتحليل الهواتف والمنتجات وتقديم رأي مبني على خبرة وتجارب عديدة سابقة للمنتج من ناحية تقنية بشكل أساسي مع وضع المنتج في مقارنة أمام المنافسين، وعلى عكس ذلك، فإن المؤثرين لا يهتمون بالجوانب التقنية أو وضع المنتج في المقارنة أمام الشركات الأخرى إما لغياب الخبرة التقنية اللازمة للحكم على المنتجات أو لأنهم لا يعملون في هذا القطاع تحديدا.

وفق التصريحات التي قدمتها “غوغل” فضلا عن عدد من المنافذ الإعلامية التقنية، فإن برنامج “تيم بكسل” ليس مخصصا للمراجعين التقنين أو الصحافة التقنية بشكل عام، بل هو مختص بالمؤثرين بشكل مباشر، وهذا يعني أن الشركة صممت البرنامج ووضحت بنوده بناء على استخدام المؤثرين فقط وليس التقنيين.

ضرر تقني

بالطبع، اتخذ بعض الناشئين في قطاع المراجعات التقنية من هذا البرنامج وسيلة للحصول على هواتف “بكسل” قبل المستخدمين المعتادين وبشكل مجاني، ولكن هذا لا يعني أنهم حصلوا عليه للمراجعة وتقديم رأيهم التقني، بل إن الهدف من هذا البرنامج هو الترويج للهاتف بشكل مباشر وجعله يبدو مناسبا للمستخدمين.

اقرأ أيضا| دمج الذكاء الاصطناعي في هواتف آيفون.. ما القصة؟

تماشت آراء عدد من الخبراء التقنيين مع تصريح “غوغل”، مؤكدين أن وجود مثل هذا البرنامج يضر بعملهم ويجعل المستخدم النهائي حائرا بين رأي التقني الخبير وبين رأي المؤثرين الذين لا يملكون خبرات تقنية كافية للتعليق وبناء رأي مناسب وحقيقي حول المنتج، مثل “إم كيه بي إتش دي” (MKBHD) الذي شارك مقطع فيديو عبر تغريدة في “إكس” حول هذا الأمر، وأشار إلى أن المستخدم المعتاد لا يهتم للفارق بين المؤثر العام وبين الخبير التقني والمراجع التقني، إذ ينظر إلى أي شخص يحصل على الهاتف أنه خبير تقني ومراجع، فضلا عن تعمد بعض المؤثرين الترويج لأنفسهم بهذا الشكل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى