بات من الضروري قيام مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة باتخاذ ما يلزم بشكل عاجل لوقف المجازر الإسرائيلية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 31553 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وأن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 73546 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم .
آلة القتل الإسرائيلية لن تتوقف عن استهداف المدنيين في قطاع غزة طالما لم تجد من يردعها في ظل حالة العجز الدولية التي تصطدم بالفيتو الأميركي وبصمت الدول الكبرى والمجتمع الدولي وان مجازر الاحتلال تعد عمل مجرم لا يمكن استيعابه وهو يأتي ضمن مسلسل الإعمال الفاشية التي لا يمكن وصفها إلا بجريمة من جرائم الإبادة الجماعية، وخاصة كونها تستهدف المدنيين بشكل مباشر الذين يجمعون منتظرين وصول الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية .
لا بد من التحرك على كافة المستويات وضمان قيام حكومات العالم بالضغط على الاحتلال العنصري والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع أنواع الجرائم وضرورة دخول المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية خاصة إلى مناطق شمال غزة والعمل على إنهاء حرب التجويع الإسرائيلية بحق 2,2 مليون شخص يعيشون المجاعة وفقا لبرنامج الأغذية العالمي .
ووفقا لتقارير دولية تتراكم آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية على الجانب المصري من معبر رفح، بينما يموت من الجوع والعطش والمرض آلاف الفلسطينيين على بعد مسافة قصيرة في الجانب الأخر من المعبر، يحدث هذا على الرغم من قرارات القمة العربية الإسلامية الطارئة وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية، وعلى الرغم من كل قوانين حقوق الإنسان التي تجرم منع الماء والغذاء والدواء والوقود عن المدنيين، لم يستطيع التوازن الدولي حتى الآن أن يفرض وقفا لإطلاق النار ولا القصف المجنون على مراكز إيواء المدنيين والمستشفيات والمساجد والكنائس، فهل نستطيع فقط أن نمرر المساعدات الإنسانية؟ .
مصر هي الدولة الوحيدة التي تربطها بقطاع غزة حدود برية، ومعبر رفح بوابة القطاع الوحيدة التي لا تخضع لسيطرة الاحتلال ولا ينبغي أن تخضع له، وفى خطوة مثيرة للجدل ادعى ممثلو دولة الاحتلال في محكمة العدل الدولية أن مصر هي من يمنع دخول قوافل المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة، ولا بد ان يتم العمل على تدفق دخول الإغاثة عبر معبر رفح بعيدا عن تعسف وعراقيل دولة الاحتلال بالمعدل الذي يحتاجه أهلنا بغزة .
وإمام الوقائع والكوارث الإنسانية وما يجري من سياسات الإبادة الجماعية لا بد من اتخاذ مواقف عاجلة وتسهيل دخول المساعدات عبر مرورها من خلال معبر رفح، وعبور قوافل المساعدات الإنسانية الضرورية لحماية أهل غزة من الموت جوعا وعطشا، ويجب دعم حق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية، وأهمية ضمان دخول قوافل المساعدات الإنسانية وهذا يحتاج بالتأكيد السماح باتخاذ موقف حاسم والإسراع بإدخال المساعدات إنقاذا لحياة أبناء الشعب الفلسطيني .
لقد طال سكوت العالم وصمته على الوضع المأساوي الصعب في ظل استهتار دولة الاحتلال بحياة أكثر من مليوني فلسطيني، ولا يمكن استمرار تلك الأوضاع والمجاعة في شهر رمضان ويجب العمل على ضمان قيام وكالة الغوث الدولية بواجبها وسرعة إدخال المواد الغذائية وضمان وصولها إلى كافة مناطق قطاع غزة.