الغرور والكذب صفتان للاحتلال ونتنياهو وحكومة الاحتلال الإسرائيلى المتطرفة، التى اندفعت نحو الحرب بغرور ورفضت كل التوجهات والمطالب والتحذيرات من خطورة العمليات العسكرية فى رفح، وأضاع نتنياهو وحكومته المتطرفة فرصة هدنة توصلت إليها مصر مع كل الأطراف بجهود مستمرة مع طرفى الحرب وأيضا من الوسطاء من قطر والولايات المتحدة الامريكية.
ومعروف أن مصر بذلت ولا تزال كل الجهود للتوصل إلى الهدنة الإنسانية طوال الشهور السابقة ونجحت فى الهدنة الأولى والوحيدة، وكادت تنجح هذه المرة لولا غرور الأطراف المتطرفة فى حكومة نتنياهو، المسؤول الأول عن عدم نجاح مفاوضات التهدئة، وبالتالى فإن نتنياهو المسؤول الأول عن تعثر الهدنة، ومن المثير للسخرية محاولة تعليق الأمر فى شماعات أخرى غير الاحتلال وحكومته المتطرفة، التى تحاول التهرب من التزاماتها وإلقاء التبعات على مصر وهى الطرف الأكبر الذى يبذل جهدا مستمرا لإحلال السلام وإنهاء مأساة الشعب الفلسطينى فى غزة.
وكالعادة يحاول نتنياهو الكذب للبحث عن شماعة يلعق عليها فشله، وتصدير أزمته التى تقسم حكومته، والمفارقة المثيرة أن تتورط قناة أمريكية هى CNN، فى ترويج هذا الكذب واختلاق سيناريوهات من خلال شائعات من دون مصادر أو الاستناد إلى مصادر مجهلة، لا تصلح فى مثل هذه التقارير أو فى التعامل مع حدث مهم مثل الحرب، وتفقد القناة الأمريكية المزيد من مصداقيتها، مثلما سبق وتورطت فى نشر تقرير مزيف فى بداية الحرب، عندما نقلت عن مصادر مجهلة تقارير عن تورط المقاومة فى اختطاف أطفال وهو أمر اعتذرت عنه.
ولا نعرف إن كانت CNN سوف تعتذر عما نشرته، وزعمت فيه أن هناك اختلافا بين ما تم تقديمه للأطراف فى مشروع وقف إطلاق النار، وهو أمر لم يسبق أن حدث، ويفتقد إلى المنطق، لأن مصر كما هى العادة تنسق مع كل الأطراف المعنية فى المقترحات، وهى أمور تحكم التحرك والخبرة المصرية، وتطلع الأطراف كلها بنفس المحتوى، وحتى بالرغم من أن مصر لم تتخل عن موقفها الرافض للتصفية والتهجير، فإنها تعرف كيف تحافظ على دور الوسيط النزيه المتوازن، وبالتالى فإن محاولة بعض الأطراف تعمد الإساءة إلى الجهود المصرية على مدار الأشهر الماضية للتوصل إلى وقف إطلاق النار بقطاع غزة، هو استمرار لسلوك نتنياهو والاحتلال لتعليق الفشل على شماعات أخرى.
وقد سبق وحاولت حكومة الاحتلال الزعم بأن المعابر وإغلاقها ليست مسؤوليتها، وهو ما تنفيه التقارير والصور والفيديوهات والأقمار الصناعية، وكل الشهادات والبينات والقرائن، ويحاول الاحتلال التهرب من اتخاذ القرارات المطلوبة بتسريبات وأكاذيب مرة ضد قطر ومرات ضد مصر والهدف الهروب من المسؤولية، بالرغم من أن مصر هى الطرف الأكثر امتلاكا لمفاتيح الملفات، وتسعى لوقف الحرب بناء على طلبات وإلحاح من قبل الأطراف المختلفة، بما تمثله من خبرة وقدرة واحترافية فى إدارة مثل هذه المفاوضات الصعبة.
وبالتالى فإن السبب فى استمرار الحرب وعدم نجاح الوساطة هو نتنياهو، ومن المثير لجوء بعض وسائل الإعلام لمصادر تزعم أنها مطلعة، والأصح أن نسميها مصادر كاذبة، ولو كانت تسعى لحفظ مصداقيتها عليها أن تنسبها لمصادر أمريكية أو إسرائيلية بدلا من المصادر المختلقة، ولا يليق الزج بأسماء لشخصيات مصرية بذلت ولا تزال جهودا ضخمة للتوصل إلى وقف إطلاق نار.
لقد كانت مصر هى أول من قدم رؤية متكاملة لوقف الحرب فى جولات وقنوات بين باريس والدوحة وتل أبيب والقاهرة، وهى التى نجحت على مدى المرات السابقة فى وقف الحرب، وتعرف كيف تضبط كل حرف بالتشاور مع كل الأطراف وبموافقتهم، وبالتالى فهى وسيط نزيه بالرغم من موقفها الواضح بمساندة الفلسطينيين، وإنهاء الكارثة على كل المستويات، وكل هذا مع تمسكها بموقف حاسم، فى تحميل الاحتلال المسؤولية عن حصار وإبادة الفلسطينيين، وخطوطها الحمراء، وهو ما يصيب الحكومة المتطرفة بالهستيريا ويدفعها للكذب، وتوظيف إعلام المصادر الكاذبة.