حماس

مرونة «حماس».. لا تتفاءلوا كثيرًا

نشهد رد فعل مختلف من إسرائيل على ورقة حماس مثل اقتحام رفح في المرة الماضية وتدمير معبر رفح.

“تفاؤل حذر ومخاوف يحدوها الأمل”، هذا هو الوضع العام السائد في قطاع غزة، هذه الأيام، بعدما أعلنت حركة حماس عن تقديم المزيد من المرونة في ردها الأخير الذي قدمته للوسطاء بخصوص صفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، ولعل السؤال الذي يشغلهم أكثر من غيره إن كانت حماس قد قررت فعلا ستضع حدا للحرب التي يشهدها القطاع منذ أكثر من تسعة أشهر على التوالي.

وعلى طرفي معادلة حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا، يعلن الطرفان “حماس وإسرائيل” مواقف متوجسة، بين من كان يراهن على تغيير ملموس في السياسة الخارجية لواشنطن تجاه حرب غزة، ومن يترقب بأن تكون الأيام المقبلة المتبقية من فترة الرئيس بايدن قبيل الانتخابات الرئاسية فرصة لكسب المزيد من الدعم الأمريكي لهذه الحرب، لكن الجميع متفق على أن السياسة الأميركية تحكمها المؤسسات أكثر من أن يغيرها الرؤساء المنتخبون، نظرا لتداخل المصالح مع الأطراف الفاعلة في الحرب.

وكأن الأيام تعيد نفسها، والتاريخ يتكرر بالنسبة لأهالي قطاع غزة، فهذه المرة الثالثة على التوالي التي تقدم فيه حركة حماس ردها للوسطاء، ويكون فيه بعض المرونة المطلوبة لإنهاء الحرب، لكن في المقابل نشهد رد فعل مختلف من إسرائيل على ورقة حماس مثل اقتحام رفح في المرة الماضية وتدمير معبر رفح، ومن قبلها اجتياح خانيونس، فهل حماس قدمت تنازلات في ردها الإيجابي هذه المرة، ردا على الأنباء التي تتحدث حول نية إسرائيل استبدال معبر رفح بمعبر ديفيد، وتوسيع محور نتساريم وسط القطاع؟

إن رد حماس الأخير أثار الكثير من التوجس لدى أهالي غزة، وتساءلوا حول هل تعلم حماس بأن اسرائيل تنوي على شيء ما كبير ضد أهل غزة، فتقدّم الحركة ورقة وقف إطلاق نار، لتقول للعالم بأن إسرائيل هي التي تفشل المفاوضات، في محاولة منها لتهييج الرأي العام الدولي ضدها ولكسب ماء وجهها أمام أهالي غزة.

وعلى الرغم من الرد “الإيجابي” من حماس وموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على إرسال وفد إسرائيلي للمفاوضات مع الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، إلا أنه لا ينبغي علينا أن نتفاءل كثيرا.

بل يجب علينا الانتظار لما تحمله الأيام المقبلة، خصوصا في ظل استمرار إسرائيل في عملياتها العسكرية وتصميمها على إتمام المرحلة الثالثة من الحرب، واستمرار عناد نتنياهو بالنصر المطلق، لأن موافقة إسرائيل على ورقة وقف إطلاق النار تعتبر هزيمة لنتنياهو لعدم تحقيقه للشروط التي أعلن عنها في بداية الحرب، وبالتالي يجد نفسه أمام المسآلة والتحقيق، فهل تتوقف الحرب هذه المرة أم تكون هذه المفاوضات مجرد “بروفة” مثل السابقات.

إن شعبنا يحتاج إلى هدنة ولو مؤقتة، نظرا لأن هذه الحرب أصبحت عبثية، بعدما أصبحت مكلفة بشكل كبير، ودون وجود أي أمل أو أفق في تغيير موازين القوة لصالح شعبنا، وبالتالي إن استمرار الحرب يعني مزيدا من القتل والهدم والتدمير، والعبث السياسي عند الطرفين.. فلتنتهي الحرب فورا.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى