انتشر كاريكاتير في وسائل التواصل الاجتماعي يجسد المناظرة المرتقبة بين الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن ومنافسه الرئيس السابق دونالد ترمب.
الكاريكاتير يرسم الرئيس بايدن على كرسي متحرك لغير القادرين على المشي ووراءه ممرضة تدفع الكرسي نحو منصة المناظرة، بينما يظهر منافسه دونالد ترمب أمام ميكروفون المناظرة مرتدياً بدلة للسجن ويقف وراءه شرطي يرافقه من السجن.
الكاريكاتير يجسد حيرة الناخب الأميركي بالاختيار بين رئيس حالي ظهرت عليه “كلفة الحياة” وقد جاوز الـ80 حولاً لكنه لم يسأم (مع الاعتذار لزهير بن أبي سلمى بمعلقته)، ومنافس له تمت إدانته بارتكاب 34 جناية وينتظره مزيد من الاتهامات التي قد تقوده إلى السجن حتى قبل الانتخابات المقررة في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
تعج وسائل التواصل الاجتماعي بصورتين لكلا المرشحين يحاول كلا المعسكرين تعزيزهما:
يحاول معسكر ترمب تعزيز صورة بايدن الخرف الذي لا يجب انتخابه لأنه لا يعي ما يدور حوله، بينما يحاول معسكر بايدن تعزيز صورة ترمب المجرم المدان الذي يجب ألا يؤتمن على قيادة البلاد.
بدفاعهم عن الرئيس بايدن، يقول مؤيدوه إن قصة الخرف هي اختلاق وفبركات يقوم بها مناوئوه، وهو ما قالته الناطقة الصحافية بالبيت الأبيض كارين جون-بيير، فقد انتقدت بعض الفيديوهات التي قالت إنها “مصطنعة ومنحطة” والتي تهدف إلى تشويه صورة الرئيس لصالح منافسه ترمب.
أما مؤيدو ترمب فيرون أن الملاحقات القانونية وراء مرشحهم وإدانته بارتكاب جرائم جنائية مؤامرة يقصد بها تشويه صورة مرشحهم وإبعاده عن المنافسة بتلفيق التهم له ومحاولة زجه بالسجن.
ولا يتردد ترمب نفسه باتهام القضاء بالفساد الذي يرى أنه امتداد لفساد مؤسسة الحكم برمتها والتي تطاول مؤسسة الرئاسة ممثلة بالرئيس جو بايدن.
صادف أن كنت بالولايات المتحدة الأميركية حين تمت إدانة الرئيس السابق دونالد ترمب في 34 قضية قبل أيام، وتحدثت بالأمر مع مجموعة من الأصدقاء الأميركيين وغالبيتهم من الأوساط الأكاديمية حول رأيهم بقرار الإدانة، وتفاجأت أن معظمهم يؤمنون أن الأمر “مؤامرة” ضد ترمب لإبعاده عن سباق الرئاسة لأن خصومه واثقون من نجاحه.
أما مؤيدو ترمب فحال سماعهم قرار الإدانة بـ34 جناية فقد انهالوا بالتبرعات على موقع حملته الانتخابية على الإنترنت، مما أغرق الموقع فاضطر القائمون عليه على إيقافه بعد 24 ساعة من حكم الإدانة ريثما يوسعون قدرته على استيعاب الزيارات عليه.
المتابع لسير الحملة الانتخابية الرئاسية يلحظ تراجع قضايا الهجرة والبطالة والاقتصاد والسياسة الخارجية لصالح هجوم معسكري المرشحين المتمحور حول “هرم وخرف بايدن مقابل إدانة وجرائم ترمب”.
وينتظر المراقبون المناظرتين المرتقبتين اللتين وافق على إجرائهما المرشحان – بايدن وترمب – في الـ27 من هذا الشهر – أي يوم الخميس المقبل – والثانية مقرر لها الـ10 من سبتمبر (أيلول) المقبل وستنظمهما وتعرضهما شبكتا “سي أن أن” و”أي بي سي” الأميركيتان.
أتوقع أن تكون استراتيجية ترمب بالمناظرة إثبات وإحراج بايدن بسبب تقدمه في السن وفقدانه القدرة على التركيز، بينما سينصب جهد بايدن على التركيز على الجرائم والمخالفات التي ارتكبها ترمب.
سألت صديقاً أميركياً مستقلاً: لمن ستصوت؟ فقال إنه لا يحبذ أياً من المرشحين وإنه أمام “أمران أحلاهما مر” (قالها بالإنجليزية)، ومع أنه يدرك براغماتياً أن أحد المرشحين سيفوز بالرئاسة، لكنه قد يحجم عن المشاركة بالانتخابات.
أظن أن الخيارين بين “المر واللي أمر منه” ستدفع كثيراً من الناخبين الأميركيين للإحجام عن المشاركة بالانتخابات. فلننتظر نسبتها في نوفمبر المقبل.