إن دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين ليست مجرد تصريحات سياسية، بل تمثل جريمة دولية تهدد بترسيخ الظلم وتفكيك الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني.
هذا المخطط لا يستهدف الفلسطينيين وحدهم، بل يفتح الباب أمام فرض سياسات التهجير القسري على الشعوب العربية بأكملها، في خرق صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية.
يعد التهجير القسري أحد أخطر الجرائم ضد الإنسانية وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، حيث يحظر على أي قوة احتلالية نقل السكان الأصليين قسرًا أو العمل على تفريغ أراضيهم لصالح كيانات جديدة. إن أي محاولة لترحيل الفلسطينيين من وطنهم هي بمثابة استكمال لمشاريع الاستيطان والاحتلال، وتهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر إلغاء وجود شعب بأكمله من أرضه.
إذا نجحت أي خطة لتهجير الفلسطينيين، فسيكون ذلك سابقة خطيرة يمكن تطبيقها على أي شعب عربي يعارض المخططات الاستعمارية. التاريخ مليء بالمؤامرات التي استهدفت الوطن العربي، سواء عبر الاحتلال المباشر أو عبر تهجير السكان لصالح مشاريع استعمارية.
اقرأ أيضا.. جدلية النصر والهزيمة في غزة
السكوت على تهجير الفلسطينيين اليوم يعني القبول بتهجير شعوب عربية أخرى غدًا، ما يشكل تهديدًا وجوديًا للأمة العربية وهويتها.
إن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن كل الشعوب العربية، ولذلك فإن التحرك الشعبي السلمي في جميع العواصم العربية ضرورة ملحة. المسيرات السلمية ليست فقط تعبيرًا عن التضامن، بل هي أداة ضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية لمنع تمرير هذه السياسات الخطيرة. يجب أن ترفع الشعوب العربية صوتها عاليًا، مطالبةً بوقف أي مخططات تهجير، ورفض أي صفقات تسعى إلى إعادة رسم خرائط المنطقة على حساب حقوق الشعوب.
القضية الفلسطينية ليست مجرد ملف سياسي، بل هي قضية أرض ووجود وهوية. فلسطين ليست للبيع، وأهلها ليسوا غرباء عنها. كل محاولات التهجير والتهويد ستفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني ودعم الشعوب العربية التي تدرك أن التفريط في فلسطين هو تفريط في الأمن القومي العربي بأكمله.
إن مسؤولية مواجهة مخططات التهجير تقع على عاتق كل عربي حر، سواء كان ذلك من خلال التظاهر السلمي، أو الضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف حاسمة، أو حتى عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لفضح هذه المخططات أمام العالم. لا يمكن السماح بأن يتحول الفلسطينيون إلى شعب بلا وطن، ولا يمكن أن نقبل بأن يكون التهجير القسري مصير أي شعب عربي آخر. فلسطين ستبقى لأهلها، ولن تمر أي مؤامرة دون مقاومة.