مخاطر التصعيد الإسرائيلي بالضفة الغربية ومخيماتها
يدرك غالبية المواطنين مخطط "إسرائيل" وعملائها، حيث إن الهدف الأساسي هو الفتنة الداخلية وزعزعة الأمن المجتمعي وتهجيرهم نحو الأردن.
التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية ومخيماتها والقدس يهدف أساسًا إلى تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية وضم الضفة الغربية على غرار ضم القدس وهضبة الجولان السوري. لقد تزامن هذا التصعيد مع العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة، والذي يستهدف المواطنين بالدرجة الأولى، مما يجبرهم على النزوح من مناطقهم دون إمكانية الاستقرار في مكان واحد، بل إنهم يُجبرون على الانتقال من مكان إلى آخر، ويتعرضون للقتل والتجويع وفقدان الحد الأدنى من حقوقهم الإنسانية في العيش.
كما تم تدمير البيوت والمخيمات والأبراج السكنية والجامعات والمدارس والمؤسسات العامة والخاصة والبنية التحتية للمواطنين في قطاع غزة. فإذا توقف العدوان، تصبح إمكانية البقاء في القطاع شبه مستحيلة بسبب انعدام الحياة الطبيعية. قد يطول فترة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وقد يتم إعادة الانتشار، ولكن بدون الانسحاب الإسرائيلي الشامل، بهدف إجبارهم على الهجرة. وكل ذلك يتم تحت غطاء السابع من أكتوبر.
هذا السيناريو الإسرائيلي يتم تطبيقه فعليًا في الضفة الغربية ومخيماتها، حيث أصبحت “إسرائيل” تدفع المواطنين نحو مواجهة الاحتلال وتصعيد عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، مستخدمة الطيران والقصف الصاروخي رغم عدم وجود ما يستدعي ذلك. يترافق هذا التصعيد مع مشاركة قطعان المستوطنين والمتطرفين الذين تم توزيع السلاح عليهم، وذلك ضمن مخطط التطهير العرقي للفلسطينيين وإجبارهم على الهجرة بوسائل متعددة. تدفع “إسرائيل”، بشكل مباشر، الأمن الوطني والأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى مواجهة شاملة، مما يعيد سيناريو نتنياهو في قطاع غزة إلى الضفة الغربية ومخيماتها، ويدفع المواطنين للهجرة نحو الضفة الشرقية من نهر الأردن.
أقرا أيضا| بعد 300 يوم من حرب غزة.. أهالي الضفة في قلب المعاناة
لذلك، فإن فضائية الجزيرة القطرية ووسائل الإعلام المأجورة تقوم بعملية تسخين وتصعيد وتخوين السلطة الفلسطينية، مما يدفع الفلسطينيين في الضفة إلى مواجهة السلطة عبر التحريض وتحويل الصراع القائم بين المواطنين والسلطة الفلسطينية. ومع ذلك، يدرك غالبية المواطنين مخطط “إسرائيل” وعملائها، حيث إن الهدف الأساسي هو الفتنة الداخلية وزعزعة الأمن المجتمعي وتهجيرهم نحو الأردن، وقد لا يستطيع الأردن الشقيق منع دخول الفلسطينيين نتيجة الحالة الكارثية والإنسانية، مما قد يؤدي إلى تدفق النازحين.
لذلك، يجب أن تتضافر الجهود الفلسطينية من مختلف القوى والفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة ومؤسسات المجتمع المحلي في الضفة الغربية ومخيماتها لإفشال المخططات الإسرائيلية التي تتمثل في تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه المحافظة على الأملاك العامة، والعمل على منع الفتنة والفوضى الداخلية التي تتمثل في العملاء والطابور الخامس وبدعم وغطاء من الاحتلال الإسرائيلي.
لنعمل على وحدتنا الوطنية لصالح شعبنا الفلسطيني الذي قدم الغالي والنفيس في مسيرة النضال الوطني من أجل إنهاء الاحتلال. نحن اليوم أصبحنا على مقربة من تحقيق الأهداف المنشودة لشعبنا الصامد والمرابط بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، بعد الجرائم والمجازر والإبادة الجماعية التي يعيشها الفلسطينيون ويشاهدها العالم. لذلك، “إسرائيل” تعيش بمعزل عن دول وشعوب العالم ككيان منبوذ، على غرار النظام العنصري السابق في جنوب إفريقيا.
لقد تقدمت دولة جنوب إفريقيا بمحاكمة “إسرائيل” وقياداتها إلى محكمة العدل الدولية، وانضمت العديد من دول العالم في تقديم البينات للمحكمة الدولية. كما اعترفت 144 دولة بعضوية دولة فلسطين الكاملة من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة. لذا، فإن المطلوب هو المحافظة على ما تحقق والعمل على تطوير الذات من خلال وحدتنا الوطنية الفلسطينية، فطريقنا نحو إنهاء الاحتلال وتحرير الوطن.
2 تعليقات