محور فيلادلفيا.. هدية «حماس» لجيش الاحتلال!!
عندما تم توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979م، اشترطت إسرائيل للانسحاب من شبه جزيرة سيناء أن تكون الحدود كما كانت فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وأن يكون منفذ الحدود الرئيسي في مدينة رفح.
محور صلاح الدين أو محور فيلادلفيا بالعبرية هو شريط حدودي ضيق داخل أراضي قطاع غزة، يمتد المحور بطول 14كم على طول الحدود بين قطاع غزة وجمهورية مصر العربية.
عندما تم توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979م، اشترطت إسرائيل للانسحاب من شبه جزيرة سيناء أن تكون الحدود كما كانت فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وأن يكون منفذ الحدود الرئيسي في مدينة رفح، واتفق الطرفان على أن تكون المنطقة القريبة من الحدود هناك منطقة منزوعة السلاح ويحق لمصر الإبقاء على أسلحة خفيفة لقوات الشرطة هناك.
وبعد أتفاق أوسلو (2) عام 1995م وافق الاحتلال الإسرائيلي على الإبقاء على المحور بطول الحدود كشريط آمن، لمنع تهريب المواد غير المشروعة من الأسلحة والذخائر والهجرة غير المشروعة.
يمتد المحور بطول 14كم من البحر المتوسط وحتى كرم أبو سالم، والتي هي معبر ثلاثي الاتجاهات بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة.
أختار الجيش الإسرائيلي أسم محور (فيلادلفيا أو فيلادلفي) كما يلفظ باللغة العبرية، بشكل رمزي، بينما تستخدم مصر تسمية محور صلاح الدين، نسبة لصلاح الدين الأيوبي.
عام 2004م أصدرت الكنيست الإسرائيلي قراراً من طرف واحد بالانسحاب من قطاع غزة لجميع المستوطنات والقوات الإسرائيلية الموجودة في قطاع غزة، ودخل القرار حيذ التنفيذ في أغسطس عام 2005م، حيث كان الغرض من الانسحاب تحرير إسرائيل من مسؤوليات قطاع غزة، لذلك كان يتوجب على إسرائيل الانسحاب من محور صلاح الدين أيضاً.
اقرأ أيضا| محور فيلادلفيا: ورقة تفاوضية أم مصلحة استراتيجية إسرائيلية؟
لم يكن أرئيل شارون يفضل الانسحاب من محور فيلادلفيا، عندما نفذ خطة فك الارتباط عن قطاع غزة وطرح إمكانية الاستمرار في الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة المحور الحدود بين مصر وقطاع غزة، ولكن الرأي القانوني الذي قدم له أكد على أن استمرار الوجود الإسرائيلي في المنطقة يعني استمرار الوجود الإسرائيلي في المنطقة، وهذا يعني استمرار الاحتلال بالمعنى القانوني.
استعداداً لفك ارتباط قطاع غزة بإسرائيل وانسحابها قامت الحكومة الإسرائيلية بنقل سلطة محور صلاح الدين إلى السلطة الوطنية الفلسطينية وقد وقعت اتفاقية للعبور والحركة بين نقل السلطة الوطنية ومنحت إسرائيل معبر رفح في نوفمبر عام 2005م ووضعته تحت السلطة الوطنية الفلسطينية ومصر ومراقبين من الاتحاد الأوروبي.
منذ انقلاب حماس في قطاع غزة عام 2007م سيطرت على محور صلاح الدين، وفي يناير عام 2008م قام عدد من المسلحون بتدمير أجزاء من الجدار الحدودي مع الشريط الحدودي في مدينة رفح، وتدفق على إثر هذا العمل الألاف من سكان القطاع إلى الأراضي المصرية.
تحول محور فيلادلفيا إلى نقطة استقطاب في الحكومة الإسرائيلية خلال العدوان عام 2023م على قطاع غزة، ويهدد قادة إسرائيل باعتبار المحور أحد أهداف العملية العسكرية الكبيرة على قطاع غزة.
في مايو عام 2024م دخلت دبابات الجيش الإسرائيلي إلى محور فيلادلفيا، واحتلته بالكامل وشرعت في عمل طريق من الأسفلت من البحر إلى كرم أبو سالم.
هذا وقد حذرت الخارجية المصرية إسرائيل بأنها تقود علاقتها مع مصر إلى حافة الهاوية.
صرح نتنياهو بما يلي : لقد قدمت لنا حماس خدمة كبيرة بما فعلته في 7 أكتوبر حيث شرعنت لنا داخلياً وإقليماً ودولياً إعادة احتلال قطاع غزة حيث لم يكن ذلك متاحاً قبل ذلك.
وأكمل أن السيطرة على الشريط الحدودي مع مصر (فيلادلفي) والذي هو مصدر الخطر الأساسي على دولتنا كما يقول والذي منه كان يتم إدخال السلاح، لهذا لن نخرج من هذا المحور ولا من نتساريم حفاظاً على إسرائيل بالرغم من ممارسة الضغوطات لن نخرج.
هذه نتائج السابع من أكتوبر، حيث كانت الذريعة الذهبية لنتنياهو لتطبيق مخططاته، وبدون وعي وإدراك أهدينا إلى حكومة التطرف والاستيطان مزيداً من الذرائع للإسراع في تنفيذ مخططاتهم الشيطانية.
بدأت إسرائيل في تركيب أبراج اتصالات ومراقبة في ممر فيلادلفيا صباح يوم الأحد الموافق 29/9/2024م، هذه الأبراج هي أبراج تحكم وسيطرة، وتم إنشاء إثنين مثله في محور نتساريم؟؟