تقارير

محاكمة ترامب.. وورطة حملته الانتخابية

من المتوقع أن تستمر جلسات المحاكمة لمدة 6 إلى 8 أسابيع، مع توقعات بمعارك قانونية شرسة بين الطرفين، وبالرغم من أن حكمًا بالسجن على ترامب لن يمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في 5 نوفمبر التي يسعى خلالها للثأر من جو بايدن.

مثل الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب، أمام المحكمة للمرة الأولى في التاريخ الأمريكي اليوم الاثنين. وكما سيخبرك أي محلل سياسي، فإن قضية “المال الخفي”/التدخل في الانتخابات في مانهاتن هي الأقل إثارة للقلق بالنسبة للناخبين في لوائح الاتهام الأربع التي وجهها ترامب.

في الجلسة الافتتاحية التي ترأسها القاضي خوان ميرشان، دارت مناقشات حادة بين محامي الطرفين حول الأدلة التي سيتم اعتمادها في المحاكمة، فيما جلس ترامب بكتفين منحنيتين ناظرًا إلى الأمام أو محدقًا في شاشة كمبيوتر بجانب فريقه القانوني، ومن المقرر أن تستغرق عملية اختيار أعضاء هيئة المحلفين الـ12، أسبوعًا إلى أسبوعين، حيث سيتم البحث في ميولهم السياسية لاستبعاد المتحيزين حزبيًا في مدينة تؤيد الديمقراطيين بأغلبيتها، لكنها شهدت أيضًا نجاح ترامب في جمع جزء من ثروته فيها.

العقوبات المحتملة

تدور التهم الموجهة لترامب حول تزوير مستندات محاسبية لشركته العقارية “ترامب أورجانايزيشن”، بهدف إخفاء دفعة مالية قدرها 130 ألف دولار في 2016 لممثلة أفلام إباحية، مقابل شراء صمتها للتستر على علاقة معها قبل 10 سنوات في عام 2006، علاقة ينفي ترامب حدوثها، وقد تفضي هذه التهم إلى حكم بالسجن على الرئيس السابق البالغ من العمر 77 عامًا في حال إدانته.

عند وصوله للمحكمة، وصف ترامب المحاكمة بأنها “اعتداء على الولايات المتحدة”، ونُظم أمام مقر المحكمة تجمع غير حاشد من مؤيديه، هتفوا بشعارات بذيئة ضد الرئيس الحالي جو بايدن والمدعي العام ألفين براج.

من المتوقع أن تستمر جلسات المحاكمة لمدة 6 إلى 8 أسابيع، مع توقعات بمعارك قانونية شرسة بين الطرفين، وبالرغم من أن حكمًا بالسجن على ترامب لن يمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في 5 نوفمبر التي يسعى خلالها للثأر من جو بايدن، إلا أن محاكمته ستضع حملته في وضع غير مسبوق، وقد ترسم معالم المشهد الانتخابي بشكل جذري في ظل سعيه للثأر من الرئيس الحالي جو بايدن

تهم فيدرالية

سيضطر ترامب، المرشح الجمهوري الأوفر حظرًا لخوض السباق الرئاسي، إلى تقسيم وقته بين حملته الانتخابية للرئاسة الأمريكية 2024 وقاعة المحكمة، ومن المتوقع أن يحضر أربعة أيام في الأسبوع على مدى شهرين مقبلين للمحاكمات.

وستجمع نيابة مانهاتن مجموعة من الشهود، الذين كانوا في يوم ما من دائرة ترامب الداخلية والمقربين منه، ليدلوا بشهاداتهم ضده، ومن بين هؤلاء الشهود مايكل كوهين، المحامي السابق لترامب ومعاونه الخاص الذي أُدين بتهم فيدرالية متعلقة بتمويل الحملات، ودافيد بيكر الصديق القديم لترامب ورئيس صحيفة الإنكويرر الوطنية الشهيرة سابقًا الذي كان ينفذ صفقات “الاصطياد والقتل”، لإسكات القصص المحرجة عن ترامب في الإعلام، إضافة إلى هوب هيكس صديقته وزميلته المقربة في الحملة الانتخابية آنذاك.

تزوير السجلات

لن تقتصر هذه المحاكمة على الكواليس فحسب، بل ستأخذ هيئة المحلفين في رحلة إلى داخل المكتب البيضاوي، إذ تدعي النيابة العامة أن ترامب في أثناء توليه منصب الرئيس وافق على عملية التستر، التي تضمنت تزوير السجلات التجارية “الفواتير وقيود الدفاتر والشيكات” لتعويض كوهين عن “خدمات قانونية” وهمية، وتتضمن المحاكمة أيضًا تسجيلًا صوتيًا على الأقل بين كوهين وترامب يناقشان فيه صفقة لإسكات القصص المحرجة عن الأخير.

وحافظ محامي ترامب على سرية استراتيجيتهم الدفاعية، لكنهم أشاروا إلى أنهم ينوون الطعن في مصداقية دانيالز وكوهين ووصفهما بالكذابين الذين يحركهما الحقد والربح المادي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى