المواطن العراقي المسكين على معرفة تامة بمن حق له الفوز في انتخابات مجالس المحافظات ( الأخيرة ) التي انتهت قبل اشهر لم تتجاوز اصابع اليد الواحدة ؟ وعلى من سلط الضوء وحشدت له مختلف الاتجاهات والأصوات والدعايات الإعلامية المتقنة والمغرضة.
ويشاركني الجميع بان طريق الفوز لم يكن شائكا كثيراً لأن العراقيل والمعوقات التي وضعت ما هي إلا عبارة عن قشور وأغلفة كاذبة تجري من تحتها أوامر معروفة للجميع ، وسط صمت ودهشة واستغراب الجميع بإعادة أغلبية الوجوه القديمة المخضرمة، وحدث الذي حدث وإذا بربان سفينة تلك الانتخابات وقائد دفتها يصبح عصياً لاختياره وانتظرنا وتابعنا ما حدث طائفة تؤيد وحزب يعترض وتكتل ينتقد وكأن انتخابات مجالس المحافظات أكبر من الانتخابات الأمريكية.
أجيب والحسرة لا تفارقني كوني عراقي لي إخوة أصدقاء أعزاء من البصرة واربيل وصلاح الدين والنجف الاشرف وبغداد وميسان والموصل لم يقترب منا أو يرنوا من مشاعرنا إننا نمثل محافظة ما أو مذهبا ما بل كنا معاً نعمل من أجل العراق تحت شعار واحد لا غيره ( عراقي + عراقي = عراقي ) أن انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في المحافظات العراقية بعد عام التغير ومع شديد الأسف في بغداد والمحافظات الأخرى وإقليم كردستان العراق بعد حدوث خروقات كبيرة ومراوغات وصراعات واتفاقات سرية وعلنية بين المتنافسين خرج من أزمة.
وانتقلت من ساحة التنافس الشريف إلى ساحة للمعركة الطائفية المقيتة ، وللذين لا يعلمون بان جميع الأسلحة قد استخدمت السياسية والحزبية والمالية والمناطقية والمذهبية والجهوية تحت غطاء التهديد للخروج من عنق زجاجة الاتهامات ويمكن إن تعود نفس الوجوه إلى مقاعد تلك المجالس ، وخلت من الوجوه الجديدة من أصحاب الشهادات العليا والخبراء وهذا حال الديمقراطية الجديدة في العراق وفي الوقت الذي يترجح كفة احد المرشحين تنزل في اليوم الثاني هاوية بسبب تعرج طرق مضافة أخرى واستغراب جديد عما يكسبه الأعضاء المنتخبين بعد إن تحولت الانتخابات إلى كرنفال قتالي انتقل من وسائل الإعلام إلى قاعات مغلقة تحت المظلة السياسية الجديدة ومن الطريف جدا في هذا الموضوع ولأول مرة في تاريخ العراق المعاصر تدخل وحضور شخصيات سياسية وحزبية ابعد ما يكونوا ، والأيام المقبلة تشهد من يفوز وينتصر، ويهرب من يريد أن يهرب لكن النزف استمر يخرج من بين العيون الحزينة والقلوب المكبوتة وهي ترى بأم عينها تمزيق صفحة الوحدة العراقية بعد أن تمزقت سياسيا وها هي الآن تتمزق اجتماعيا وثقافيا أقولها وبلا خوف أن وحدة العراق هي الهدف الأسمى من الفوز في الانتخابات الخاصة لمجالس المحافظات للدورة الرابعة المقبلة أو تسلق منصات التتويج وإذا ما أراد الفائزون أن يتفقوا.
إن ما حدث ويحدث الآن بعد الانتخابات وتشكيل هزيل للمجالس في جميع محافظات العراق بدون استثناء ؟ ورقة بوليسية عادية استخدمها احد ما لغرض الفوز ، ولا أريد إن اقصد آو اسمي أحدا ما وكل الفائزين والمنسحبين صفحاتهم بيضاء في سجل الوطنية الخالد لكنني انصح الجميع من الفائزين والمنسحبين بفعل فاعل أن يعملوا من اجل العراق الموحد العزيز ومن الله التوفيق لجميع الفائزين بعرق العراقيين .. ولله – الأمر.