ماكرون وحرب اللجنة الأولمبية
انشغل كثيرون بمناشدة الرئيس ماكرون لريال مدريد بالتحديد رغم عدم أى إعلان رسمى حتى الآن عن انتقال مبابى من باريس سان جيرمان لريال مدريد.. وهل أفشى الرئيس ماكرون سر صفقة غير معلنة بين الناديين الفرنسى والإسبانى.
لم يتخيل أو يتوقع أحد يومًا يأتى يناشد فيه رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون إدارة نادى ريال مدريد بأن تسمح للنجم الفرنسى الكبير كيليان مبابى باللعب مع منتخب فرنسا فى دورة باريس الأولمبية المقبلة.
وانشغل كثيرون بمناشدة الرئيس ماكرون لريال مدريد بالتحديد رغم عدم أى إعلان رسمى حتى الآن عن انتقال مبابى من باريس سان جيرمان لريال مدريد.. وهل أفشى الرئيس ماكرون سر صفقة غير معلنة بين الناديين الفرنسى والإسبانى.. ولم يعلق مبابى نفسه على مناشدة رئيس بلاده إلا بتأكيد رغبته فى تمثيل بلده فى الدورة الأولمبية دون أى إشارة لريال مدريد.. ورفض أنشيلوتى، المدير الفنى لريال مدريد، التعليق على ما قاله الرئيس الفرنسى، مؤكدًا أن ذلك ليس من حقه، وليس لديه ما يقوله.
وبعيدًا عن مبابى وريال مدريد، فالرئيس الفرنسى يعرف مثل الجميع أن الأمر كله بيد الأندية التى يلعب لها النجوم بصرف النظر عن منتخباتهم واتحاداتهم المحلية.. وأنه حتى لو كان رئيسًا لفرنسا فإنه لا يملك إلا الطلب والمناشدة.. وهكذا عادت للسطح مرة أخرى قضية الحرب الباردة والصامتة بين اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا.. فالفيفا لم يعترف بالكرة الأولمبية إلا منذ دورة لندن 1908.. وحين نجح الفيفا فى بدء بطولته الكبرى لكأس العالم 1930 تم إلغاء كرة القدم فى دورة لوس أنجلوس 1932.
وكان من المفترض ألا تعود كرة القدم مطلقًا للدورات الأولمبية بعد ذلك، لولا أن هتلر لم يقبل أن تخلو دورة برلين 1936 من كرة القدم ومنتخباتها وإيراداتها أيضًا.. ورغم عودة كرة القدم للدورات الأولمبية، إلا أن الصفاء لم يعد معها بين المؤسستين الكبيرتين.. وظلت اللجنة الأولمبية الدولية ترفض مشاركة اللاعبين المحترفين فى دوراتها، وأدى ذلك لهيمنة أوروبا الشرقية على الميداليات الكروية من 1948 إلى 1980.. ولم يقبل الغرب ذلك فاستجابت اللجنة الأولمبية وقررت السماح بمشاركة المحترفين بداية من لوس أنجلوس 1984.
والمفاجأة كانت أن الفيفا هو الذى رفض هذه المرة.. فلم يقبل الفيفا أن تكون هناك مسابقة كروية كبرى تنافس كأس العالم، وتم الاتفاق 1992 على ألا يشارك لاعبو الكرة الذين تخطوا سن 23 عامًا.. وظلت الحرب دائرة خلف الأبواب حتى قرر هافيلانج، الرئيس السابع فى الفيفا، السماح فى 1996 بمشاركة ثلاثة فقط من اللاعبين الكبار مع كل منتخب.
وواصل الفيفا حربه ضد الكرة الأولمبية، فلم يمنح بلدان العالم حق اختيار ثلاثة من لاعبيها الكبار للمشاركة.. إنما منح هذا الحق فقط للأندية التى يلعب لها هؤلاء، إما تقبل أو ترفض، وغالبًا سترفض الاستغناء عن نجومها.. وبذلك لم تتطور الكرة الأولمبية لتنافس كأس العالم.