واضح ان هذه اللقاء تأتي بسبب قناعة إدارة ترامب أن الحديث المباشر مع حماس قد تسرع في التوصل لاتفاقات تنهي الحرب في غزة وتؤدي للافراج عن جميع الاسرى والمحتجزين في غزة الاحياء والأموات، وتكون مقدمة للمخطط الكبير لدى ترمب للمنطقة ككل
وعليه فإن ما حدث يعبر عما يلي:
اولا – الجلوس مع حماس تم قبل عدة اسابيع وليس وليد المرحلة الاخيرة وخطة ويتكوف، والمباحثات تحدثت عن هدنة طويلة الامد وبما يشير للتوجه الحقيقي لادارة ترامب.
ثانيا- الاتصال المباشر جاء بناء على مقاربات واقعية بسبب الفشل في إيجاد بديل لحماس في غزة، وهذا يعني أن إدارة ترامب ترى بأن تحييد حماس عبر الذهاب لهدنة طويلة بإعتبار حماس هي عصب المقاومة في فلسطين ككل وبالتالي خطط ترامب بحاجة للوصول إلى مقاربات جديدة قد تكون حماس جزءا منها مستقبلا.
ثالثا- تعتبر هذه الخطوة غير متوقعة وخارجة عن المألوف، ولكنها إشارة واضحة لنتنياهو بأن إدارة ترمب ضد استئناف الحرب.
رابعا- اذا ما كانت هناك إشارات إيجابية من قبل حماس تجاه إدارة ترمب تحت بند ليس فقط حسن النية، ولكن تحت بند الصفقات، خذ واعطي، والعطاء الامريكي يكون بالضغط على نتنياهو لاستئناف المرحلة الثانية ومنعه من إستئناف الحرب وتحت اي ظرف.
خامسا- الأمريكي ليس بحاجة لموافقة إسرائيل للحديث المباشر مع حماس لذلك يظهر ان الامريكي فقط ابلغ نتنياهو بعد ان جلس مع حماس وليس كما تدعي إسرائيل بحدوث مشاورات قبل ذلك
سادسا- هذه خطوة مهمة جدا وإشارة مهمة لما بعد الحرب على غزة، بحيث تكون الهدنة طويلة الامد مع ترتيبات امنية بديل عن الاشتراطات الاسرائيلية بنزع سلاح القسام والمقاومة، ومن جهة أخرى قد تكون بداية لتوجهات حماس المستقبلية للمرحلة القادمة، مرحلة إعادة الإعمار والبناء
أخير، يجب التعامل مع هذه الخطوة بمنظور شامل وليس بشكل مجزأ، اي ان يتم إستغلالها لإنهاء فكرة التعامل مع الفلسطيني الاحادي مع هذا الطرف او ذاك، اي إستغلال ذلك وبشكل سريع للوحدة الوطنية الشاملة وتحت مفهوم الشراكة الكاملة في كل شيء وعلى راس ذلك منظمة التحرير الفلسطينية.