واخيرا وليس آخرا تكتيكات الدبيبة ومجلسه الرئاسي آتت أكلها, فر الكبير هاربا بحياته على أمل أن يرجع معززا مكرما, لكن يبدو أن داعميه الأمريكان والانجليز وان ابدوا امتعاضهم من الطريقة التي تمت بها ازاحة الكبير، إلا انهم ناشدوا “السلطات المسؤولة” الى التوافق بشان حل الأزمة في ليبيا, لم يكن احد يتوقع سقوط المحافظ بهذه السرعة, قد يكون خروج الكبير من المشهد مبرمج له على الا تطاله يد العدالة وان كانت لا توجد محاسبة في ليبيا إلا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, فجميع الذين تخلوا عن ممارسة السلطة طوعا او كرها لم تتم محاسبتهم.
لم يركن فريق مجلس النواب إلى تصرفات المنفي المدعوم من آل الدبيبة بتكليف محافظ للبنك المركزي بدلا عن الكبير الذي بدأ مؤخرا في حالة تناغم مع مجلس النواب, فعمد إلى اختيار بديل عمن اختاره الرئاسي, وتم استلامه مقاليد الامور في طرابلس, الدبيبة وفريقه نجحوا في ازاحة الكبير لكنهم ينجحوا في تثبيت صاحبهم, وكذا الأمر بالنسبة لمجلس النواب, أي ان المعركة بين طرفي الصراع انتهت بالتعادل.
ماذا بعد إقالة الكبير وتكليف آخر محله؟
هل تستقيم الامور ام يكون هناك تناحر بين مجلس النواب والدولة والمجلس الرئاسي؟ ….. الذي أفسد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية هم من زادوا الرواتب دون دراسة .والدخل العام محدود بجغمة النفط…فارتفت الاسعار وتكلفة المعيشة ومن الصعب تخفيض الرواتب بانخفاض الدولار يعني الأزمة لن تنتهي.
اقرأ أيضا.. إحاطة خوري.. وتكريس الفشل الأممي في ليبيا
بخصوص رفع الضريبة على بيع الدولار: طالما بقت هذه الزمرة الفاسدة لن تتحسن الأوضاع… اهدروا الاموال ثم فرضوا الضريبة على بيع الدولار, كان الشعب يتوق الى إزالة الضريبة على بيع النقد الاجنبي وفق ما سعى اليه الدبيبة والمنفي لكسب الراي العام وطلبهم من المحافظ الجديد فعل ذلك, لكن المحافظ الجديد تم اختياره من قبل مجلس النواب او لنقل بمباركة منه ,وعليه فليس بإمكان المحافظ الجديد الرضوخ لطلب الدبيبة وكانت الاغاثة من مجلس النواب حيث تم خفض الضريبة بنسبة 25% (7/27) لتبقي على 20% ..والسؤال هو هل سيتم رفع الضريبة على بيع العملة الصعبة نهائيا وفق قرار مجلس النواب السابق نهاية هذا العام ؟ فرض الضريبة يجلب حوالي 18 مليار دينار وهذا المبلغ يسد الثغرة في ميزان المدفوعات والذي وللأسف يتم انفاقه في مشاريع غير انتاجية لا تعود بالنفع على الشعب .وفي حال رفع الضريبة فالمؤكد انه سيتم تحميل المبلغ (العجز) على المواطن من خلال رفع اسعار المحروقات بنسية 330% وكذلك رفع قيمة رسوم جباية الكهرباء.
معركة شد الحبال بين طرفي الصراع في ليبيا والخاسر الوحيد في التطاحن هو الشعب الذي تسوء حالته الاقتصادية ولم يعد قادرا على الايفاء بأبسط مستلزمات العيش …الشعب للأسف الشديد يمارس سياسة دفن الراس في الرمال وكأنما الامر لا يعنيه, يفرح بانخفاض السعر الذي لم يؤثر على الاسعار …للأسف ينطبق علينا المثل القايل:ضربوه على التبن باش ينسى الشعير ..والشعير كان متوفر وبكثرة.