ليبيا

ليبيا الحائرة بنفطها ما بين شرقها وغربها!

بعد حاكم مستبد واحد، صار في ليبيا حكام و مستبدّون بالرأي كُثر و دخل تراب ليبيا المرتزقة من كلّ برّ و جاءهم السلاح من قريب و من بعيد و الكلّ يحلم بنفط ليبيا و ذهبها

بعد أكثر من عقد على ثورتها على عقيدها الثوري و لِجانِه الثورية، تقف ليبيا حائرة بين شرقها و غربها بسبب النفط الذي يغذّي أطماع أعدائها و يعمي بصيرة حكّامها الذين صاروا يخافون عليه أكثر من خوفهم على بلدهم و استقراره و أمن كباره و صغاره.

كان الانقلاب على معمّر القذافي دمويا وحشيا فاجرا أطاح بأربعين عاما من السّكينة البادية لشعب بسيط محافظ على نظام احترام الأسرة و القبيلة، فكيف تخلّت، يومها، تلك القبائل المحافظة عن أخلاقها و وقارها و انهالت على سيد القبيلة الأشهر و أهله و أعوانه بكلّ تلك الضراوة و الانحطاط؟!

لا شك أنّ لممارسات العقيد الهواوية مظاليم ليبيين كُثر تحيّنوا الفرصة لينتقموا لظلم السنين و لكنّ الأرجح أن الأيادي الخارجية التي لا يعنيها خير البلد و سلامة أهله، كان لها الدور الأكبر في ما شهدناه من أنهار الدم التي افتتحتها ثورة فبراير2011 و ما زالت تسيل إلى حدود البارحة حيث تمّ اغتيال آمر الآكاديمية البحرية الليبية عبر إمطاره بوابل من الرصاص في الذكرى ال55 لانقلاب القذافي على الملك السنوسي.

إنّها موارد ليبيا التي تجعل العالم الاستعماري القديم يستنفر ليضع بيادقه فوق الرقعة الليبية ليفوز بالحصة الأوفر من خيراتها!

و هاهي البيانات الأجنبية تتوالى مندّدة بوقف عمل حقول النفط الليبي و ها هي الأمم المتحدة توفد بالمبعوث تلو المبعوث لتجد حلاّ لتعدّد الرؤوس الحاكمة في ليبيا اليوم حتى يعود ميزاب النفط يسيل فترضى و تطمئن الأمم التي تقود ʺالأمم المتحدةʺ!!

إقرأ أيضا : مخاوف دفينة من صعود اليمين المُتطرّف في ألمانيا

هكذا هي ليبيا بعد ثورتها على الاستبداد: بعد حاكم مستبد واحد، صار في ليبيا حكام و مستبدّون بالرأي كُثر و دخل تراب ليبيا المرتزقة من كلّ برّ و جاءهم السلاح من قريب و من بعيد و الكلّ يحلم بنفط ليبيا و ذهبها…!!

لا أحد فكّر كيف يضع الإخوة اليد في اليد ليصنعوا لِلِيبيا نفطا من لحم و دم! نفطا آخر أكثر جودة و أطول أمدا ألا و هو الإنسان الليبي…و ذلك عبر تربيته و تعليمه على أساس الأخلاق الليبية الأصيلة مع الأخذ بالعلوم الحديثة ليحكم ليبيا أبنائها دون سواهم و يتمتعوا بخيراتهم بعيدا عن مخططات التفرقة و التقسيم التي يُلوّح بها الاستعماريون الجدد و هم لا يعلمون كم أنّ ليبيا موحّدة في قلوب أبنائها و كم هي عصيّة على التقسيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى