في السادس من أيار/مايو 2024، يفتح السوريون نافذة جديدة على ذاكرتهم الوطنية مع إطلاق “منصة الذاكرة السورية”.
تأتي هذه المنصة الرقمية المرجعية بمثابة أرشيف ضخم يضم ملايين الفيديوهات والوثائق والشهادات الشفهية، لتروي حكاية الثورة السورية من منظور سوري أصيل، بعيدًا عن روايات التضليل والتزييف التي يسعى النظام السوري لفرضها.
إطلاق منصة #الذاكرة_السورية، أضخم أرشيف موثوق ومدقق حول الأحداث في سورية منذ اندلاع #الثورة عام 2011.
تُعدّ منصة “الذاكرة السورية” أداةً هامةً لحماية ذاكرة الثورة السورية ومواجهة روايات النظام المُضللة، أو أي محاولات من النظام تسعى إلى تزوير تاريخ الثورة السورية منذ انطلاقتها عام 2011.
تمثل منصة “الذاكرة السورية” التي سيتم إطلاقها بعد أيام قليلة، نقلة نوعية في مسار توثيق الأحداث التي عصفت بسوريا منذ بداية الثورة في عام 2011.
ففي الوقت الذي يرزح فيه السوريون تحت وطأة الألم والمعاناة، تأتي هذه المنصة لتؤكد على أهمية حفظ الذاكرة الجماعية وتوثيق الأحداث من منظور سوري، بعيدًا عن التشويه والتزييف.
المنصة رقمية مرجعية تضم أرشيفًا ضخمًا من المعلومات والوثائق.
تحتوي على 900 ألف مقطع فيديو و 50 ألف وثيقة تم التحقق منها وتصنيفها.
توفر معلومات عن أكثر من 10 آلاف كيان عسكري ومدني وحكومي و 6 آلاف شخصية.
تضم أكبر مكتبة للتاريخ الشفوي السوري بأكثر من 2500 ساعة من الشهادات المسجلة.
توثق المعارك العسكرية والهتافات والفنون التي رافقت الثورة السورية.
ستكون المنصة متاحة للجمهور بعد إطلاقها في مقر المركز العربي بالدوحة.
تنقسم المنصة إلى:
-الأرشيف: أرشيف رقمي يشمل الوثائق والملتميديا والدوريات والكيانات والشخصيات والمعارك والأغاني.
-التاريخ الشفوي: شهادات مرئية مع شهود وفاعلين على أحداث الثورة السورية من مناطق مختلفة.
-اليوميات: الأحداث اليومية في المحافظات السورية والتفاعل السياسي الدولي.
أقسام منصة #الذاكرة_السورية
-الأرشيف: أرشيف رقمي يشمل الوثائق والملتميديا والدوريات والكيانات والشخصيات والمعارك والأغاني
-التاريخ الشفوي: شهادات مرئية مع شهود وفاعلين على أحداث الثورة السورية من مناطق مختلفة
-اليوميات: الأحداث اليومية في المحافظات السورية والتفاعل السياسي الدولي
— الذاكرة السورية
ولكن ما الذي يعنيه هذا المشروع للسوريين تحديدًا؟
أولًا: يمثل المشروع أرشيفًا ضخمًا ومرجعًا موثوقًا للأجيال القادمة، يمكّنهم من فهم حقيقة ما جرى في بلادهم بعيدًا عن الروايات المشوهة والمضللة.
فمن خلال ملايين الفيديوهات والوثائق والشهادات الشفهية، يرسم المشروع صورة شاملة للأحداث، ويحفظ تضحيات السوريين ونضالهم من أجل الحرية والكرامة.
ثانيًا: يساهم المشروع في تعزيز الهوية الوطنية السورية، وذلك من خلال توثيق التراث الثقافي والفني الذي رافق الثورة والذي يعبر عن روح الشعب السوري وتطلعاته، ويشكل جزءًا لا يتجزأ من هويته الوطنية.
ثالثًا: يفتح المشروع الباب أمام الباحثين والدارسين لتحليل الأحداث وفهم جذورها وتداعياتها، مما يساهم في استخلاص العبر والدروس للمستقبل.
كما يوفر المشروع مادة غنية للكتاب والمؤرخين والفنانين لإنتاج أعمال فنية وأدبية تعكس واقع الثورة السورية وتأثيرها على المجتمع السوري.
باختصار، يمكن القول إنها منصة تفسح المجال أمام الباحثين لدراسة بعض السياقات أو الروايات، ومثال ذلك “الحالة الدينية السنية في سوريا”، أي انعكاس هذه الحالة على الواقع السوري.
كما تأتي أهميتها في سياق حفظ تاريخ سوريا، فمثلا عند وفاة رائد الفضاء السوري اللواء محمد فارس في تركيا، رأينا كيف أن النظام السوري سارع وعبر ماكيناته الإعلامية وأبواقه للإعلان بأن رائد الفضاء السوري الذي يعترف به هو منير حبيب، ومن هنا تأتي أهمية مشاريع مثل مشروع “منصة الذاكرة السورية” لتقف سداً منيعاً في وجه تزوير النظام السوري لتاريخ الثورة السورية وفي وجه تسويق رواياته داخل سوريا وخارجها.
وذكر المركز العربي للدراسات في سياق الإعلان عن إطلاق هذا المشروع للسوريين:
حفظ ذاكرة الثورة السورية من الضياع والتزييف.
توفير مصدر موثوق للمعلومات والبحوث حول الثورة.
إتاحة المجال لفهم أعمق لتاريخ سوريا الحديث.
أما عن أهمية المشروع في هذا التوقيت بالذات، فتكمن في عدة جوانب:
أولًا: يأتي المشروع في ظل محاولات طمس وتشويه حقيقة الثورة السورية، ومحاولات النظام وحلفائه فرض رواية مخالفة للواقع. فمنصة الذاكرة السورية تقف سدًا منيعًا أمام هذه المحاولات، وتساهم في حفظ الحقيقة للأجيال القادمة.
ثانيًا: يعاني السوريون اليوم من حالة من التشتت والضياع، نتيجة الحرب والتهجير والنزوح. وتأتي هذه المنصة لتجمع السوريين حول ذاكرة مشتركة، وتساعدهم على استعادة هويتهم الوطنية.
ثالثًا: يشكل المشروع خطوة هامة نحو تحقيق العدالة والمحاسبة، وذلك من خلال توثيق انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب التي ارتكبت بحق السوريين. فالمعلومات والوثائق التي توفرها المنصة يمكن أن تستخدم كأدلة في المحاكم الدولية، وتساهم في محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
باختصار، تمثل منصة الذاكرة السورية مشروعًا حيويًا للسوريين في هذه المرحلة الحرجة من تاريخهم. فهي توثق الألم والمعاناة، وتحفظ الذاكرة الجماعية، وتساهم في تعزيز الهوية الوطنية، وتفتح الباب أمام تحقيق العدالة والمحاسبة. إنها مشروع يحمل في طياته الأمل بمستقبل أفضل لسوريا والسوريين.
تُمثل “منصة الذاكرة السورية” أكثر من مجرد أرشيف رقمي، بل هي شعلة أملٍ تُضيء دروب السوريين نحو مستقبلٍ أفضل. فهي تحفظ ذاكرة جماعية غنية بالتضحيات والنضال، وتعزز الهوية الوطنية، وتُمهّد الطريق لتحقيق العدالة والمحاسبة.
مع انطلاق هذه المنصة، يخطو السوريون خطوة حاسمة نحو استعادة روايتهم لتاريخهم، وفتح آفاق جديدة لفهم حاضرهم وبناء مستقبلهم.