حاولت روسيا توريط دول كثيرة في صراعها مع أوكرانيا، فكانت محاولاتها فاشلة إلا مع ثلاث دول، فقد نجحت بتوريطها بشكل مباشر أو غير مباشر في هذا الصراع الدائر منذ أكثر من سنتين. هذه الدول هي بيلاروسيا وإيران وأخيراً كوريا الشمالية.
تورطت بيلاروسيا بسبب ترابط مصالحها السياسية والعسكرية والاقتصادية مع روسيا، إضافة إلى توقيعها وثيقة دفاع مشترك مع روسيا والتوغل الروسي في شؤونها والسيطرة على قرارها السياسي.
أما إيران، فقد تورطت مقابل إغراءات روسية لدعمها في مجلس الأمن باعتبار روسيا دولة دائمة العضوية ولها حق الفيتو، إضافة إلى العروض الروسية السخية لدعم البرنامج النووي والصاروخي الإيراني. حصلت إيران أيضاً على أسلحة روسية متطورة مثل الصواريخ الفرط صوتية والطائرات الحربية ومنظومات الدفاع الجوي. كانت إيران مضطرة للتحالف مع روسيا، كونها المنفذ الوحيد المتبقي لها لمواصلة تحديها للغرب.
اقرأ أيضا.. السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!
أما كوريا الشمالية، فقد حصلت على دعم روسي في مجلس الأمن، إلى جانب المساعدات العسكرية الصاروخية والنووية، ما جعلها مرتبطة مصيرياً بروسيا، خاصة في حال توسع الحرب مع حلف الناتو.
روسيا أعطت لهذه الدول الحليفة أكثر مما أخذت، لكنها ضمنت لنفسها عمقاً استراتيجياً وكسر العزلة الدولية أمام المقاطعة الغربية، خاصة مع نأي الصين بنفسها عن دعم روسيا. كما أن أي مكسب عسكري أو سياسي تحققه إيران أو كوريا الشمالية يعد مكسباً لروسيا، لكن هذا التحالف الرباعي يمنح حلف الناتو مبرراً للتدخل مستقبلاً.
الخطأ الروسي يكمن في أن روسيا قد تتخلى عن هذه الدول إذا حصلت على مكاسب في وقف الحرب مع أوكرانيا. إذا حاول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إنقاذ روسيا من ورطتها، فمن المؤكد أن الثمن سيكون التخلي عن دعم إيران وكوريا الشمالية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.
الغرب لم يتدخل بشكل مباشر في الحرب الأوكرانية حتى الآن، لكن إمكانياته تتفوق بشكل هائل على التحالف الروسي. الحصار الاقتصادي الغربي وحده أثر بشدة على شعوب هذه الدول، ما يجعلها من أفقر شعوب العالم، فكيف سيكون الوضع إذا تحول الصراع إلى مواجهة عسكرية مباشرة؟
وبالرغم من وعود ترامب بإنهاء الحروب، فإن ثمن السلام مع روسيا وحليفاتها قد يكون أكبر من تكلفة استمرار الصراع. ترامب، بدعم سياسي كامل، قد يتخذ قرارات صعبة تهدف إلى تعزيز الهيمنة الأميركية عالميًا.