دولة الإحتلال

لماذا تأخر اغتيال نتنياهو؟

ما يجري مؤخرا قد يكون مجرد إنتعاش لمفاوضات تحمل شياطين إسرائيلية في تفاصيلها وتخلو من أي نصوص واضحة لمصلحة القضية الفلسطينية وحل الدولتين وإنسحاب الصهاينة من قطاع غزة.

تصنف إسرائيل دولة محتلة لها هيمنة وسيطرة على أمريكا ودول غربية مستخدمة لهذه الغاية قوة محركات اللوبي الصهيوني في هذه الدول والذي نجح في إفساد قوانين بعضها وتكييفها للتحكم في مخرجات الإنتخابات التشريعية لتلك الدول، ورغم كل ذلك يحكم إسرائيل دولة عميقة دينية متطرفة تسعى لإبراز الصراع كصراع ديني بينها من جهة وبين العرب والمسلمين.

من جهة ثانية يساندها في ذلك الغرب المتطرف أي أن الحاكم الفعلي والراسم الحقيقي للإستراتيجيات الإسرائيلية الحمراء هي الدولة العميقة الأكثر تطرفا ووحشية في العالم، ففي الوقت الذي قرر أحد زعماء إسرائيل وهو إسحاق رابين الإنخراط مع العرب في سلام كان للدولة العميقة رأي آخر حيث تقرر إغتياله بواسطة متطرف صهيوني أطلق الرصاص عليه عام 1995، بينما نرى نتنياهو يحرق إسرائيل ويهجر سكانها ويكسر هيبتها وبذات الوقت يرتكب حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني وينتهك القانون الدولي.

ومع ذلك لا نجد حتى الآن أي مشروع لإغتيال نتنياهو او حتى الإنقلاب عسكريا عليه مما يؤكد على أن غالبية سكان إسرائيل هم من الفئة المتطرفة أو لها ميول كبيره للتطرف والأصوات التي ترغب بالسلام وبوقف الحرب هي قليلة تكاد لا تشكل ضغطا يذكر على نتنياهو وحكومته المتطرفة ولو تداعى مليون إسرائيلي محبا للسلام بالنزول إلى الشوارع في لحظة واحدة لرحلت حكومة نتنياهو وأرسل الإسرائيليون إشارة إلى العالم بأنهم شعبا يريد السلام والتفاوض مع العرب.

ولكن الحقيقة المرة أن غالبية هذا الشعب هم من المتطرفين الإرهابيين الذين يعشقون قتل الأطفال والأبرياء وانتهاك القانون الدولي مستندين بالأساس للدعم السياسي والعسكري الأمريكي والغربي ومطمئنيين أن الضغط الأمريكي سيستمر على الدول العربية المستعصية للحصول على مزيد من التطبيع المجاني الذي ألحق الضرر والذل والفقر ببعض هذه الدول بانصياعها للسياسة الأمريكية المنحازة لإسرائيل.

لذلك أستطيع طمأنت الدول العربية والإسلامية بأن المعطيات الحالية تؤكد بقاء حكومة المتطرفين لأن الدولة العميقة المتطرفة لها مصلحة بهذا البقاء ولها خطط مستقبلية للإستحواذ على مزيد من الأراضي العربية والإسلامية ضمن خارطة طريق سيحملها الرئيس القادم ترامب ،وهو من تجرأ على تهويد القدس ونقل السفارة الأمريكية إليها لذلك ينبغي على الدول العربية والإسلامية أن تستشعر خطر المرحلة القادمة على هذه المنطقة وبأن الأرض العربية وبدعم أمريكي ستكون هدفا للمشروع الصهيوني الذي سيرفع راياته الرئيس ترامب بعد إعلان فوزه في ظل ضعف ملموس للرئيس الحالي وخصوصا في المناظرة الأخيرة بالرغم من أنه أضر بالعرب أكثر من أي رئيس أمريكي سابق فالرؤساء وجوه متعددة لعملة واحدة.

ونتمنى كعرب وكمسلمين أن تتوحد الصفوف العربية والإسلامية  وتدعم المقاومة علنا ،وأن تقف هذه الدول مجتمعة في وجه السياسات الغربية لوضع حدا للتمرد الغربي على العرب وعلى المسلمين.

وما يجري مؤخرا قد يكون مجرد إنتعاش لمفاوضات تحمل شياطين إسرائيلية في تفاصيلها وتخلو من أي نصوص واضحة لمصلحة القضية الفلسطينية وحل الدولتين وإنسحاب الصهاينة من قطاع غزة مع إعمارها وإدخال المساعدات الكاملة لها، وبذلك يكون طوفان الأقصى قد سجل نصرا إستراتيجيا على الكيان المحتل ووضع القضية الفلسطينية حيث يجب أن تكون فهل ينجح العرب والمسلمون في إكمال الطريق التي بدأها طوفان الأقصى وسلم راياتها للمجتمع الدولي آملين المحافظة على هذه الأمانة وصولا إلى حل الدولتين وإجراء انتخابات ديمقراطية تفرز من يستحق تمثيل شعب ضحى وقدم الشهداء تلو الشهدا حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية صاحبة المجد والتاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى