تم إقالة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي من منصبه في نوفمبر – تشرين الثاني ، ولم يتفق البرلمان بعد على خليفة وسط خلافات سياسية ، ولا يزال العراق بدون رئيس للبرلمان بعد نحو ستة أشهر من إقالة محمد الحلبوسي , وتؤدي القضايا المعروضة على المحاكم في الآونة الأخيرة إلى تعقيد الجهود الرامية إلى اختيار رئيس جديد للبرلمان ، كما أدى عدم وجود خليفة له إلى ترك فراغ في القيادة يؤثر على ترتيبات تقاسم السلطة الطائفية في البلاد ؟
وأنهت المحكمة الاتحادية العليا العراقية ولاية الحلبوسي في نوفمبر – تشرين الثاني _ ويتعلق القرار بقضية مرفوعة ضد الحلبوسي من قبل عضو سني آخر في البرلمان هو ليث الدليمي , وفي أوائل العام الماضي ، اتهم الدليمي الحلبوسي بتزوير توقيعه على خطاب الاستقالة , وتم عزل الرجلين رسميًا من الهيئة التشريعية بقرار من المحكمة في نوفمبر – تشرين الثاني ؟ وأبقي محتاراً بين ما يُفترض أن يؤديه اعضاء البرلمان العراقي اقصد هنا ( النواب ) اليوم في هذا البلد من واجبٍ مقدس أنيط بهم وإبداء المشورة والنصيحة وإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر والسعي الى استئصال كل جذور وبذور ودواعي الفتنة وقبرها أينما حلت.
ونحن في هذه الظروف نقف أمام ضرورة المشاركة في بناء العراق الجديد من جديد وان نكون فاعلين فيه وهذا ما يتطلع اليه العراقيون وما ينبغي ان يتحقق والذي ينبغي ان تتحشد كل الجهود لتحقيقه , نحن بأمس الحاجة الصادقة الي كل قلب وعقل وإرادة لنشر العلم والتعلم والوعي والكلمة الصادقة بين أبناء عراقنا الصابر , وأدعو كل المخلصين والشرفاء من السياسيين في العراق الي المساهمة الجادة في تطوير هذا البلد وان المرحلة التي يمر بها عراقنا اليوم هي من اصعب المراحل حيث الفراغات السياسية والتدهور الامني وظهور الطائفية والعنصرية وحالات التمزق والتفرقة ومحاولة تقسيم البلاد الى اقاليم على اساس طائفي وعرقي تحت غطاء الفيدرالية وان بعض القوي تدعي ان الحريات والحقوق لا يمكن صيانتها الا بتقسيم العراق الي ولايات شتي وحسب الطوائف متجاهلة ان الوحدة الوطنية هي سمة المجتمعات السياسية الحديثة وتكالب الاعداء من الخارج والعملاء من الداخل لنهب وسرقة ثروات هذا البلد وتدمير الممتلكات واستشراء الفساد الاداري في اجهزة الدولة المعنية حتي اصبح هذا البلد يتصدر كل دول العالم في جميع انواع الفساد فالأمر خطير جدا يتطلب جهدا وطنيا يستند الي رؤية صائبة تتعامل مع الواقع العراقي والعربي والاسلامي بكل تاريخه وحاضره وبكل ثوابته وخصوصياته كوحدة واحدة متكاملة دونما تمييز وافضلية لواحدة علي الأخرى فما احلى التصافي بين افراد الشعب لان افراد الشعب هم جزء من هذه الامة فكلما وجدت هذه الوحدة بين افراد الشعب صارت قوية ومعززة ومكرمة.
قلنا اننا خرجنا من حرب بشعة شرسة دخلت فيها كل فنون التفرق والتناحر والفتن، واكلت المئات والالاف من خيرة شبابنا وكانت في وقتها وسائل الود والوحدة والتلاحم والتعاطف في ما بيننا مفقودة كأننا نعيش في عصر الجاهلية ، نأكل الحرام ونأتي الفواحش ويقتل بعضنا الاخر ونقطع الارحام وننسي الجوار ويأكل القوي منا الضعيف ونخون الامانة ونقذف المحصنات ونقول الزور كل هذه الحلقات كانت مفقودة حتي أصبحنا علي هذا الوضع السيئ الذي لا يسر عدوا ولا صديقا. فلو تمسكنا بالقيم الوطنية قليلاً لكان الوضع اكثر اماناً واستقراراً.
ومن الواجب الصحفي لم اجهر بقول الحقيقة في بداية الطريق ولا اريد هنا ان استفز مشاعر الاخوة في مجلس النواب العراقي الجدد لكن واقع الحال يحتم علينا قول الحقيقة عذراً لهذه المقدمة في بداية مقالي هذا واتوجه به الى القادة السياسيين العراقيين الفائزين في الانتخابات البرلمانية الاخيرة الذين يجتمعون ويلتقون في هذه الايــــــام في دول الجوار حسب المرجعية.
فتداعيات مثل هكذا لقاءات لم يصب الشارع العراقي بشيء لان العراقيين اليوم مهمومون بالعديد من المشاكل الداخلية التي وضعت بداخل منازلهم وان هذه الاجتماعات لم تختلف عن اللقاءات السابقة فعامل الخلاف والاختلاف بين الحكماء والحكام سواء كان منهم اعضاء مجلس النواب في الداخل او في الخارج , هما أجمل ما يتحلى به هذا اللقاء , فأن مكان الاجتماعات ومنذ أن عقد فيه عدد من المؤتمرات و اللقاءات وحتي يومنا هذا والخلاف لا يبارح طاولات مثل هكذا لقاءات.
وكانت النتائج تخرج ( اتفقنا على أن لا نتفق ) فبغض النظر عن الأسباب الحقيقية لعقد هذا اللقاء المهم الذي جاء بإرادة غير عراقية وعن النتائج التي تتمخض عنها وان كانت مكشوفة إعلامياً ودولياً لا تحتاج الي تعليق والمستقبل أمامنا .. أما كان الأجدر بالحكام العراقيين أن يجدوا حلولاً واضحة تقنع الشارع العراقي المثقل بالهموم البائسة الآن وأهمها امن البلاد والأغرب من هذا ان هذا اللقاء بشأن مشاكل العراق وان الشعب العراقي تملكهم مشاعر الخيبة والفشل في القضية لان عقد الاجتماعات في هذه الايام لم يتحقق منها شيء يهم الشعب العراقي.
وهنالك اجتماعات مستمرة للقادة السياسيين في دول الجوار وفي عدد من المنتجعات العربية والايرانية والتركية وفي عدد من دول الجوار لان عقد هذه اللقاءات في المنتجعات لتهدئة الخواطر وراحة الأعصاب ويبدو ان الاماكن السياحية هو المكان الأمثل الذي يلجأ إليه الحكام المنهمكون هم ومعهم عوائلهم فهذه ليست المرة الأولي والأخيرة فالقمم واللقاءات التي تقام في هذا المكان وان كانت كبيرة او صغيرة فهذا المكان كما يبدو كفيل بأن تلين فيه القلوب وتطيب النفوس وربما غنت فتصبح الأنامل جاهزة واكثر رقة في التوقيع علي الأوراق الناعمة فربما ان رؤية الدولار هناك تنسيهم بحار الدم التي تسيل من الابرياء من هذا الشعب في بغداد وعدد كبير من مناطق المعمورة وربما ان الهواء النقي هنالك ينسيهم مشكلة حرب وازمة الانبار والسجالات الطائفية بين المكونات السياسية العراقية.
وربما هذه المشاهد تنسيهم المشاهد المأساوية في مدينة الفلوجة وما يتعرض اليه أبناء هذا الشعب من قتل وتهجير واعتقال كل يوم والسؤال يطرح نفسه ماذا سيقول رجال البرلمان العراقي لأفراد الشعب العراقي .. ولله – الآمر.