ملفات فلسطينية

كيف يمكن لمن لا يملك أن يمنح من لا يستحق؟ 

مرة اخرى من لا يملك يمنح من لا يستحق فهذه المرة منحت اسرائيل مجموعة دول ، الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا جزء من اراضٍ مساحتها 200 كم مربع تتبع لقطاع غزة ضمن اتفاق الهدنة وقرار التقسيم

لم تكن بريطانيا مالكا لفلسطين قط ،حتى انها لم تكن قد انتُدبت على فلسطين في عام 1917 حين اصدر وزير خارجيتها اللورد ارثر بلفور وعدا بمنح يهود العالم وطنا قوميا في فلسطين.

رغم أن بريطانيا لم تكن تملك أرخبيل شاغوس الا انها منحت جزيرة دييغو غارسيا للولايات المتحدة لاقامة قاعدة عسكرية عليها بعد ان أقدمت على التصفية الجسدية لغالبية سكانها وإبعاد من تبقى منهم الى خارج الجزيرة ( يشار إلى أن محكمة العدل الدولية في لاهاي اعتبرت في شباط من عام2019 ما حصل في الجزيرة ابادة جماعية وطالبت المحكمة بريطانيا باعادة الجزيرة الى موريشوس).

تُعد دييغو غارسيا الجزيرة المرجانية أكبر جزر أرخبيل شاغوس في وسط المحيط الهندي. وتقع الجزيرة في منتصف المسافة بين ساحل الهند وجزيرة موريشيوس، يبلغ طولها 60 كم ومساحتها 28كم مربع.وتكتسي اهمية قصوى في مواجهة الاسطول الروسي الذي يتمتع بسرعة الحركة بين البحرين الاسود والابيض مستفيدا من تسهيلات ميناء عدن وحرية الملاحة في قناة السويس.مضاف الى ذلك قربها من مخزون الطاقة في الخليج ومن التنين الصاعد في الصين.يوجد اليوم في الجزيرة احد خمسة هوائيات لرصد الاقمار الصناعية ( GPS ).

كما أن موقع الجزيرة يُشكل إغراءً للولايات المتحدة خاصة انها تقع في منطقة وسيطة بين مركز الاتصالات البريطاني في جزيرة غان والقاعدة الامريكية لتتبع الاقمار الصناعية في السيشل،. ومسافة أبعد قليلاً عن القاعدة البريطانية فاكواس.

كما أنها تقع في الوسط بين القاعدة الامريكية في نورث وست كيب في استراليا وقاعدة الاتصالات (كانيوستيشن) في اريتيريا.

مرة اخرى من لا يملك يمنح من لا يستحق فهذه المرة منحت اسرائيل مجموعة دول ، الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا جزء من اراضٍ مساحتها 200 كم مربع تتبع لقطاع غزة ضمن اتفاق الهدنة وقرار التقسيم وقد استولت عليها اسرائيل باتفاق مع الضابط المصري محمود رياض كاتفاق مرحلي سُمي اتفاق التعايش من اجل اقامة مركز اوريم للتجسس والذي يراقب كل الاتصالات في الشرق الاوسط واسيا و افريقيا.

اليوم ومرة اخرى تتبرع اسرائيل التي لا تملك للولايات المتحدة التي لا تستحق بجزء من قطاع غزة الذي يتبع الدولة الفلسطينية حسب قرار التقسيم وخط الهدنه واخيرا ضمن اتفاق اوسلو وكل الشرعيات الدولية من اجل اقامة ميناء عائم بحجة إدخال المساعدات الي قطاع غزة المنكوب علما بان إدخال المساعدات براً اسرع واسهل واجدى خاصة وان الميناء يحتاج الى وقت طويل.

اذاً ما هي الغاية من هذا التبرع الاسرائيلي السخي من جيب الشعب الفلسطيني؟

الحقيقة ان الاستعمار وصل الى قناعة مفادها ان اسرائيل غير قادرة على حماية نفسها ولا حماية مصالح الغرب وبالتالي هناك ضرورة لإنشاء قاعدة غربية تصطاد مجموعة عصافير في أن معا:-

العصفور الاول:- حماية الكيان إن تعرض يوما ما لما حصل في السابع من اكتوبر، كأن يتكرر المشهد على حدوده سواء في الشمال او حتى في الجنوب.

العصفور الثاني :- ضمان تجسيد إحدى تفرعات طريق ألتوابل الذي طرحته الولايات المتحدة الامريكية واقرته بشكله النهائي في 23 سبتمبر من العام الماضي في قمة العشرين لمواجهة طريق الحرير الصيني وذلك باستكمال شق قناة بن غوريون وملحقاتها من اوتوسترادات سريعة وسكك حديدية ما بين البحرين الاحمر والمتوسط.

العصفور الثالث:- سرقة حقول البترول والغازالفلسطيني والذي يقدر مخزونها بنحو 1.5 مليار برميل من الخام و1.4 تريليون قدم مكعب من الوقود الأزرق، حسب مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD).

العصفور الرابع:- انجازمشروع تهجير سكان القطاع عبر مغريات كثيرة بحث تنقلهم سفن المساعدات من غزة الى قبرص ثم يتم توزيعهم على دول العالم.ومن اجل ذلك تم ادخال الامارات العربية واعوانها لضمان منع اي سيادة فلسطينية على غزة قد تسهم في منع الهجرة.

العصفور الخامس :-ضمان منع قيام اي شكل من اشكال الوحدة العربية واستثمار غالبية الدول في مواجهة اي حلف دولي نقيض لامريكا مثل دول البريكس او غيرها كضمانة لاستمرار هيمنة الولايات المتحدة الامريكية على المشهد العالمي كقطب وحيد.

العصفور السادس:- تنشيط قطاع الصناعات العسكرية في دول الغرب خاصة امريكا واسرائيل لضمان بقاء اقتصادامريكا معافى وقوي يدعم اقتصاد اسرائيل.

العصفور السابع :- منع اي توجه عالمي لتغيير تركيبة مجلس الامن او تغيير لوائحه الداخلية عبر الغاء حق النقض الفيتو وفي الوقت ذاته الغاء تدريجي للمؤسسات التابعة للامم المتحدة والتي تُعنى بحقوق ألانسان واللاجئين والتي تُغرد خارج سرب الغرب بما يخص دول العالم الثالث.

العصفور الثامن :- تجسيدا لنظرية المليار الذهبي القاضي بقتل اكبر عدد ممكن من البشر وحسب نظرية مالتوس عبرالتخلص من الضعفاء من المستهلكين غير المنتجين بالحروب والأوبئة.

العصفور التاسع والاخير:- جمع يهود العالم في فلسطين وذلك من اجل التخلص منهم وتسريع قدوم السيد المسيح.

فهل من عقلاء في هذا العالم ليتحدوا ويكونوا جبهة عريضة في مواجهة كل تلك المخططات من اجل حماية الانسان بما في ذلك حماية الفلسطينيين وايجاد عالم اكثر عدلاً وامناً واستقراراً تعيش فيه ألاجيال القادمة.

د. محمد عودة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى