حماس

كلمة السر للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة

ومن المحتمل أن تكون كلمة السر التي سوف تفتح الطريق نحو الاتفاق هي ” وقف اطلاق نار شامل متدرج “، لأي عدم وقف الحرب نهائيا الآن ضمن الاتفاق، إنما هدنة تمهد تدريجيا لوقف الحرب. لكن هل تقبل المقاومة هذه الصيغة؟

رغم حالة الانسداد الواضحة في مسار الوصول الى اتفاق لوقف اطلاق النار، وحالة المراوحة التي طبعت أيام الأسبوع المنصرم، الا ان ما يلوح في افق الساعات المقبلة قد يغير هذا المشهد ويحدث اختراقا مهما نحو الوصول الى اتفاق الأسابيع الستة في المرحلة الأولى.

ومن المحتمل أن تكون كلمة السر التي سوف تفتح الطريق نحو الاتفاق هي ” وقف اطلاق نار شامل متدرج “، لأي عدم وقف الحرب نهائيا الآن ضمن الاتفاق، إنما هدنة تمهد تدريجيا لوقف الحرب. لكن هل تقبل المقاومة هذه الصيغة؟، وهل تدخل بمسار التدرج، وما هي الضمانات لانتقال هذا التدرج الى وقف الحرب. بالمقابل هل توافق إسرائيل على الدخول بمسار ينهي الحرب ولو بعد حين، في الوقت الذي يكرر فيه نتنياهو وقادة إسرائيل ان الحرب ستتواصل حتى تحقيق هدف القضاء على حركة حماس.

هذه عوامل تقول إن استخدام فكرة ” التدرج” لوقف الحرب، لن تحدث اختراقا يسعى اليه الوسطاء، ولن تأتي بجديد. لكن حسب بعض التسريبات فان غد الخميس سيكون يوما حاسما لتمرير هذه الفكرة وتحقيق اختراق. لا تصريحات حول ذلك، ولا أجواء تفاؤلية، سوى ما ادلى به رئيس وكالة الاستخبارات الامريكية ” وليام بيرنز ” في جلسة الاستماع امام مجلس النواب، بان هناك إمكانية للتوصل الى لوقف النار في غزة على الرغم من استمرار العديد من المسائل المعقدة. ومن المحتمل ان يغادر بيرنز خلال الساعات المقبلة باتجاه المنطقة، ومن المفترض ان تحمل زيارته المرتقبة جديدا، ونعتقد ان هذا الجديد يكمن في فكرة التدرج، ويبدو ان بيرنز يعتقد انها الحل الذي يحقق الوصول الى انجاز اتفاق. وقد مهدت إدارة بايدن لضمان نجاح هذا الحل عبر جملة من التحركات خلال الأيام الماضية، مارست فيها الإدارة اقصى درجات الضغط تجاه نتنياهو بشكل خاص، وفي وجه حركة حماس أيضا.

على صعيد نتنياهو تقرير ” السي أي ايه ” امس حول فقدانه السلطة، اثار غضبه، وليس هذا السبب الوحيد للغضب فقد سبقه الاستقبال الذي حظي به خصمه ” بيني غانتس” في اشنطن، وتبني بايدن لأول مرة منذ خمسة شهور من العدوان في تصريحين منفصلين ارقام وزارة الصحة في غزة عن اعداد ضحايا الحرب الذين زادوا عن الثلاثين الفا. وتلويح الإدارة بتقديم مشروع قرار في مجلس الامن لاقرار هدنة الأسابيع الستة، وبالطبع هناك إشارات ورسائل أخرى مررتها الإدارة خلال الأيام الماضية.

أما في وجه حركة حماس، فقد اعتمدت الإدارة على الوسيطين المصري والقطري في الضغط على حركة حماس من جهة، ومن جهة أخرى لوحت بخيارات ومشاريع، تبدأ من مشروع الميناء العائم وما يشكله من مخاطر على مستقبل القطاع، بذريعة تقديم المساعدات الإنسانية، ولا تنتهي بسيل التسريبات عن قوات ماجد فرج التي تتشكل في الجنوب، او اتباع دحلان واندفاعهم لتولي إدارة القطاع بدعم من الامارات وغيرها من المشاريع والخطط المعلنة والمسربة. ولا يعني القول ان هذه الخطط تستخدم للضغط على حركة حماس، بانها مخططات لن تجد طريقها للتنفيذ، فالسفن الامريكية انطلقت بالفعل نحو المتوسط لانجاز الرصيف البحري، لكن الأهداف السياسية والأمنية سوف تتكيف مع تطورات الاحداث ومألاتها.

ثمة ما هو لافت ويحمل دلالة في تطورات الساعات الماضية وهو الإعلان عن الاجتماع الذي ضم وفد من حركة حماس برئاسة ” خليل الحية ” والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وقد يكون هذا الاجتماع في هذا التوقيت، يحمل في مضامينه عناوين حاسمة، وربما تستطلع حماس اراء الحلفاء حول قضايا هامة قبل اتخاذها القرارات المصيرية. وقد يكون هذا الاجتماع على صلة بالطروحات والمبادرات المقدمة للحركة لتمرير صفقة وقف النار وتبادل الأسرى.

لاشك أن فكرة وقف اطلاق نار شامل ولكن متدرج، ان كان هذا ما تتبناه الإدارة الان وتبني عليه الوصول الى اتفاق قريبا، فكرة لها مخاطر ومحاذير، خاصة ان المقاومة تتعامل مع عدو شهير بعدم التزامه بالاتفاقات، ولكن بالمقابل احتواء الاتفاق بصيغته المؤقتة صراحة على وقف الحرب في نهاية المسار، وإقرار الوسطاء لذلك بشكل واضح، مع ضمانات موثوقة، يمكن ان يشكل مدخلا لاتفاق تحقق فيه المقاومة أهدافها، بالطبع بالإضافة الى تفاصيل أخرى ترتبط بالية ادخال المساعدات، وعودة النازحين الى بيوتهم، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بالكامل، والافراج عن الاسرى من ذوي الاحكام العالية وغيرها من القضايا الحيوية.في حدود علمنا، نحن أمام ساعات حاسمة، ويوم الخميس والجمعة المقلبين قد يكونان حاسمين لجهة تحديد اتجاه كيف ستسير الأمور، هي فرصة جديدة لوقف النار كما يبدو، يجب ان تكون مقدمة لنهاية هذه الحرب، ووقف الإبادة بحق شعبنا في قطاع غزة. سنكون مع خيارات المقاومة، ان واصلت القتال ورفضت هذه الصيغ، او قبلت وذهبت لإبرام اتفاق يوقف الحرب، ولكن ما نرجحه توقعا ان الجهود هذه المرة سوف تثمر والله اعلم.

كمال خلف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى