لبنان

كتاب مفتوح لكل من وزير الداخلية والبلديات، قائد الجيش، ومحافظ بيروت

كلّما مررت في شارع ورأيت مولّدات كهرباء الحيّ، أدعو الله أن يحمي أولادنا وأحفادنا وأحبائنا من شرّ الأمراض أتلك المسرطنة أو المزمنة

أكتب لكم وأنا لست من الناشطات في الجمعيات البيئية، إنما مواطنة تتحسّر على المحيط البيئي المنعدم الذي أرغمنا البعض من المسؤولين في الحكم العيش فيه.

كلّما مررت في شارع ورأيت مولّدات كهرباء الحيّ، أدعو الله أن يحمي أولادنا وأحفادنا وأحبائنا من شرّ الأمراض أتلك المسرطنة أو المزمنة.

تكتظ شوارع بيروت بتلك «المحطات الكهربائية» التابعة لذوي الحظوظ لدى من لهم يد الطول في الحكم والدولة. فعوضا من تفعيل وتشغيل محطات كهربائية في أماكن مؤهلة لذلك، تحفظ جو بيئي نظيف، وبعيدا عن الأحياء المكتظة بالسكان، تراهم يملؤون الأحياء بتلك المولّدات التي تبثّ شحبارها وذلك النفناف في الأجواء لتملأ صدورنا وصدور الأجيال الصاعدة بشتى أنواع الأمراض مع تقدّم الأيام والسنين.

أيها القادة، افعلوا شيئا، لا يجوز أن تتركوا شعب هذا البلد يعاني ما يعانيه نتيجة شجع البعض.

لا تستهونوا سياسة البعض بوضع الشعب تحت الأمر الواقع بلجوئه الى مولّدات الأحياء و«سيترنات» المياه الخاصة فتملأ بذلك جيوب البعض.

وكم تفاجأت لدى رؤية موقف السيارات في أرض الحمام العسكري في بيروت الممتدة على مسافة ليست بصغيرة في كورنيش المنارة. أرض مكتظة بالمولّدات ودواخين المولّدات وبالألواح الشمسية في منطقة تعتبر منفسا يتوجه إليه قاطنو بيروت كمنفس رياضي، للكبار والصغار، ونزهة عائلية يمدّون بها نظرهم للبعيد مع امتداد البحر ينسون أو يتناسون لبضع ساعات هموم هذا البلد.

أيها القادة، فليبحث ممثلين عنكم مع المعنيين في وزارة الصحة والقطاع الاستشفائي والطبي وليطلب دراسات عن مدى التأثير السلبي للمولّدات الكهربائية المتواجدة في الشوارع والأحياء السكنية على صحة الإنسان وتزايد أعداد الأمراض السرطانية والجلدية والتنفسية لديه.

أعلنوا حالة طوارئ صحية يطلب بموجبها وضع خطة زمنية محددة، لا تمدد ولا تطول، لتنظيم تشغيل مرفق الكهرباء بشكل سليم لا يرهق صحة المواطن، رحمة بهذا الشعب صحيّا وماديا.

وإن فشل تطبيق تلك الخطة بسبب أيادي الأخطبوط التي تسري في البلد، فلنترحّم جميعا على الموسيقار ملحم بركات الذي أطربنا قديما بأغنيته «صار بدنا حريق».

مع دعائي ودعاء كلّ مواطن يعاني مع أحبائه الأمرّين، أن يتواجد في كافة مؤسسات ومجالس هذا البلد، العامة منها والخاصة، مسؤولون يعملون على فرض إحترام التنظيم المدُني والبيئي حفاظا على صحة الشعب عامة، بذلك ومعهم، يوضع أيضا حجر الأساس في الرؤية حفظا على المواطنة السليمة والأخلاق العامة في البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى