فلسطين قلب الحدث
ما تفعله اليوم في غزة، ومن ثم لبنان، ستتمادى لأن تفعل ذلك لدى كل بلد يقف مع فلسطين، ويسعى للقرار المستقل، والتحرر من النفوذ الأميركي الأوروبي، بهدف واضح وهو أن تبقى الأطراف العربية أسيرة للنفوذ الأميركي الأوروبي.
ما زالت المستعمرة هي الطرف الأقوى، الفاعل، المتمكن من توجيه الضربات الموجعة للفلسطينيين وللبنانيين، ومن قبلهم للسوريين، ولا زالت، كما تتمادى على اليمنيين والعراقيين، وحتى على الإيرانيين، ولا تهتم بكل مظاهر الاحتجاج والشجب والاستنكار، وممارسة القتل المتعمد للمدنيين ولا تتوقف أمام خسائرهم وممتلكاتهم وأطفالهم، المهم أن تقتل وتدمر، وتبقى هي الطرف الأقوى الفاعل.
لقد عملت على تدمير العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان، بشكل مباشر وغير مباشر، وعملت على إضعاف مصر والجزائر، ولن تسمح ليس فقط بتفوق أي طرف أو بلد أو نظام أو حزب عربي عليها، بل ولا تسمح حتى يكون متوازناً معها، لسبب جوهري، لأنها تعمل على التمدد والتوسع، وأن لا تكتفي بفلسطين، بل تتطلع إلى ما هو أوسع من خارطة فلسطين، ولكن بعد بلع وهضم:
1- القدس لجعلها موحدة عاصمة للمستعمرة.
2- الضفة الفلسطينية وجعلها يهودا والسامرة.
3- من خلال الاستيطان والتوسع وعبرنتها وأسرلتها بالأغلبية الديمغرافية.
4- التخلص من الديمغرافيا الفلسطينية، عبر التهجير وجعل الأرض الفلسطينية طاردة لشعبها وأهلها، تمكنت من احتلال كامل خارطة فلسطين، والسيطرة العسكرية عليها، ولكنها فشلت ولا تزال من طرد وتشريد كامل شعبها إلى خارج وطنهم.
اقرأ أيضا| احمونا.. صرخة الشعب من على منصة الشرعية الدولية
تمكنت المستعمرة من فرض سيطرتها بفعل عدة عوامل:
أولاً تفوقها وإمتلاكها للقدرة العسكرية والبشرية.
ثانياً: دعم وإسناد البلدان الأوروبية لها بداية، قبل أن تتبناها الولايات المتحدة، عسكرياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً ومالياً.
ثالثاً: ضعف الفلسطينيين والعرب أمامها، عبر الانقسامات والشرذمة والمؤامرات، لكل الأطراف ولم تستثني أحداً من شر أعمالها وبرامجها ومخططاتها.
ما تفعله اليوم في غزة، ومن ثم لبنان، ستتمادى لأن تفعل ذلك لدى كل بلد يقف مع فلسطين، ويسعى للقرار المستقل، والتحرر من النفوذ الأميركي الأوروبي، بهدف واضح وهو أن تبقى الأطراف العربية أسيرة للنفوذ الأميركي الأوروبي، وهي كذلك باستثناء القلة المحدودة التي لا تملك القدرة على التصدي للمخططات والمؤامرات والبرامج الإسرائيلية والأميركية والأوروبية، وهذا ما يُفسر الضعف العربي المشين من التعامل مع مآسي الفلسطينيين وأوجاعهم ومعاناتهم جراء الوحشية العنصرية الفاشية التي تمارسها المستعمرة ضدهم.
ليست المستعمرة استثناء عما فعلته كل البلدان المستعمرة التي احتلت واستعمرت بلدان العالم الثالث، وليس نضال الشعب الفلسطيني وصموده وتضحياته استثناء على باقي الشعوب التي تعرضت مثله للاحتلال والاستعمار والقهر والاضطهاد، أكثر قليلاً أو أقل، ولكن النتيجة واحدة، تضحيات وخسائر، ونهاياتها هزائم البلدان الاستعمارية، وانتصار الشعوب الضعيفة الفقيرة، وهو حال نهايات المستعمرة الإسرائيلية، وانتصار الشعب الفلسطيني.