فصل غزة.. سياسة إسرائيلية
الضفة الغربية تعيش تقطيع الأوصال عبر تركيب بوابات حديدية على مداخل المدن والقرى والمخيمات، ومراقبتها بالكاميرات ليل نهار، وتغلق البوابات على السكان بشكل كامل وبعضها بشكل متقطع، يتضح من خلال تلك الإجراءات أن ما تسعى إليه إسرائيل وأدواتها.
منذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتسعى إسرائيل إلى فصل غزة عن باقي المناطق الفلسطينية، وباقي الساحات، محاولاتٌ تسعى لأقصى درجات القمع والترهيب، وهنا نستذكر أول القرارات الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر، في المؤتمر الصحفي لقائد شرطة دولة الاحتلال.
حيث أصدر تهديدات ووعيداً لكل من يفكر في التعاطف أو التضامن مع غزة، قائلاً “من يتظاهر أو يتحدث سوف نرسله إلى غزة”.
هذه التصريحات تشير إلى استراتيجية تهدف إلى توسيع دائرة القمع وخلق أجواء من الخوف بين المواطنين الفلسطينيين في الداخل.
إن تلك السياسات لم تنجح فقط في ترهيب سكان الداخل الفلسطيني، بل أدت أيضاً إلى ضبط ساحتهم بشكل كبير. حيث أصبح التظاهر أو التعاطف مع غزة موضوع عقاب صارم، مما زاد من القمع الذي يعيشه المواطنون الفلسطينيون، وجعلهم عرضة للمراقبة المستمرة.
وفي الوقت نفسه، فإن الضفة الغربية لا تزال تعيش تحت وطأة الاعتقالات المستمرة، الكثير منها يتم بشكل وحشي، ومن يخرج حيا يعيش كل أنواع أذى جسدياً ونفسياً. ولكن يخرجون مفعمون بشعور الانتماء الوطني.
اقرأ أيضا| أزمة غزة وضرورة وقف الحرب
وعلى صعيد آخر، فإن الضفة الغربية تعيش تقطيع الأوصال عبر تركيب بوابات حديدية على مداخل المدن والقرى والمخيمات، ومراقبتها بالكاميرات ليل نهار، وتغلق البوابات على السكان بشكل كامل وبعضها بشكل متقطع،
يتضح من خلال تلك الإجراءات أن ما تسعى إليه إسرائيل وأدواتها، بما في ذلك “الذباب الإلكتروني” وغيره من الوسائل، هو فصل غزة عن باقي الساحات الفلسطينية، وتركها وحيدة في معركة البقاء.
ولكن لا تعلم إسرائيل ان هذه الحرب عمقت صلة الدم بين الضفة وغزة، وحبل الدم موصولاً ما بين غزة والضفة والقدس والداخل الفلسطيني.
فالجراح في غزة تظل تنزف في الضفة، والفلسطينيون يتشاركون الألم والمعاناة، وإن أي محاولة لفصل غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية، ليست سوى محاولة لتعزيز الانقسام الوهمي، بينما يبقى الجرح الواحد يروي حكاية الكفاح والصمود الفلسطيني في وجه الاحتلال.
إن الحقائق على الأرض تشهد على صمود الشعب الفلسطيني، وإرادته الراسخة في مقاومة كل محاولات الفصل والتجزئة.