دولة الإحتلال

فشل السيناريو الإسرائيلي في غزة

اليوم تحاول إسرائيل أن تعيد تجربة الروابط القروية فدعت العشائر الفلسطينية في غزه لإدارة ملف توزيع المساعدات الإنسانية على أفراد القطاع

السيناريو الاسرائيلي في غزة يقوم على ثلاث مراحل، الاولى: القضاء على حماس، الثانية: السيطرة التامة على غزة والثالثة: ايجاد البديل عن سلطة حماس لإدارة غزة.

وقد فشلت في جميع هذه المراحل، كان آخرها فشلها في ارضاء بعض رؤساء العشائر الغزاوية في اداره ملف توزيع المساعدات على الفلسطينيين كمقدمة لتسليم ادارة القطاع اليهم اذ اعلن تجمع عائلات وعشائر غزة في بيان نشرته وسائل الاعلام الفلسطينية رفضه القاطع التعامل مع اسرائيل وانه لن يكون بديلا عن اي نظام سياسي في قطاع غزة لإدارة شؤونه بعد الحرب.

جاء ذلك أيضا في تصريح للسيد حسن المغني رئيس اللجنة العليا للعشائر في قطاع غزه يوم امس : بان جميع العشائر الفلسطينية لا تقبل ان تكون بديلا للحكومة الفلسطينية واوضح المغني ان العشائر لا تستطيع ان تحكم او تدير البلاد ومهمتها اصلاح ذات البين والمحافظة على النسيج الاجتماعي ودعم ومسانده الفصائل الفلسطينية وقد سبق لاسرائيل في عام 1978 أن انشات روابط القرى وارادت من خلالها ايجاد البديل الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية لكنها فشلت بعد ان كشف الشعب الفلسطيني اهداف هذه الروابط التي تأسست لحل المنازعات العشائرية ومساعدة المزارعين في تحسين اوضاعهم الاقتصادية.

وقد تبين بعد ذلك أن الهدف من إيجاد هذه الروابط استلام إدارة الضفة والقطاع لتكون بديلا عن السلطة الفلسطينية واليوم تحاول إسرائيل أن تعيد تجربة الروابط القروية فدعت العشائر الفلسطينية في غزه لإدارة ملف توزيع المساعدات الإنسانية على افراد القطاع وهي في الواقع تريد من خلال هذه الدعوة الى اعادة السيناريو السابق بإيجاد البديل عن سلطة حماس وتكريس الاحتلال في قطاع غزه مرة أخرى.

وهي محاوله لاستباق الزمن وحرق المراحل فمع وجود حماس وعدم سيطرة اسرائيل على غزه اصبح كل شيء مغلقا بوجه إسرائيل.

إذ راهنت على زرع الفتنه بين حماس والفصائل الاخرى، ولما فشلت حاولت ان تزرع الفتنه الطائفية بين حماس والشعب الفلسطيني ، وهذه المرة تجرب حظها العاثر في زرع الفتنه العشائرية ظنا منها ان الشعب الفلسطيني قد وهنت عزيمته بعد كل الذي حدث في غزة وقد غفلت ان الجرح الفلسطيني يقوي العزيمة ويجعل الشعب الفلسطيني اكثر تماسكا وتضحية وصمودا بوجه الاحتلال.

د. محسن القزويني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى