أوروبا

فرنسا تخرق الحصار بمؤتمر لدعم اللبنانيين

بالأمس، أعلن قصر الإليزيه أن باريس التي حركت قدراتها العسكرية في الشرق الأوسط للتصدي للتهديد الإيراني، بعدما دان الرئيس الفرنسي الهجمات الإيرانية على إسرائيل، ستنظم قريباً جدا مؤتمراً لدعم الشعب اللبناني ومؤسساته، وأن الوزير بارو سيزور الشرق الأوسط مجدداً

لا تفوّت فرنسا مناسبة لتأكيد وقوفها إلى جانب لبنان. وبقطع النظر عن الأسباب والحيثيات التي تدفعها إلى ذلك، وما إذا كانت تعود إلى الروابط التاريخية بين البلدين، أو الأهمية الإستراتيجية لباريس في بيروت لأسباب جيو سياسية، فإن “الأم الحنون” كما تحلو لبعض اللبنانيين تسميتها، كانت البلد الوحيد الذي لم يملّ حتى الآن طرح المبادرات والمقترحات الرامية إلى إخراج البلد من أزمته، من المبادرة الفرنسية التي أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون وكلّف وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان حملها للبحث عن مخرج لأزمة الرئاسة، إلى الورقة الفرنسية التي تلاقت في بعض جوانبها مع تلك الأميركية وكان هدفها الدفع نحو تطبيق قرار مجلس الأمن ١٧٠١، وصولاً إلى زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في خرق يتيم للحصار الإسرائيلي المفروض على لبنان بقوة الصواريخ.

بالأمس، أعلن قصر الإليزيه أن باريس التي حركت قدراتها العسكرية في الشرق الأوسط للتصدي للتهديد الإيراني، بعدما دان الرئيس الفرنسي الهجمات الإيرانية على إسرائيل، ستنظم قريباً جدا مؤتمراً لدعم الشعب اللبناني ومؤسساته، وأن الوزير بارو سيزور الشرق الأوسط مجدداً.

اقرأ أيضًا.. لماذا الأزمة الفرنسية مهمة؟

ليست المرة الأولى تسارع باريس إلى استضافة مؤتمرات لدعم لبنان. من “باريس ١” و”باريس ٢” و”باريس ٣” إلى مؤتمر “سيدر” مروراً بـ”سان كلو”، وصولاً إلى مؤتمر دعم الجيش، والمؤتمر الدولي لدعم الشعب اللبناني بعد عام على انفجار مرفأ بيروت، وقد عقد عبر تقنية الفيديو.

ورغم الجدية في التحضير وحشد الدول والمؤسسات المانحة لهذه المؤتمرات، غالبا ما كانت تصطدم عند التنفيذ بألغام الحسابات السياسية الداخلية المعطلة لأي جهود لإخراج لبنان من أزمته من خلال رعاية دولية. ومن المفيد الإشارة إلى أن هذا المؤتمر سيكون أول مبادرة تطلقها فرنسا على المستوى العربي أو الدولي، وسط تحفظ لافت في تعامل الأسرة الدولية مع الوضع اللبناني. وباستثناء الدعم الإنساني والإغاثي الذي قدمته أو وعدت به بعض الدول الصديقة للبنان، لم يتبلور بعد أي مسار ستسلكه البلاد في إعادة إعمار المناطق المهدمة تمهيداً لمعالجة أزمة النازحين الناجمة عنها.

حتى الآن، لم تتبلور بعد آليات المؤتمر الذي كشفت عنه باريس أو من سيشارك فيه وعلى أي مستوى، أو حتى موعده، لكن المؤكد أن ماكرون يكثف اتصالاته بالدول والمؤسسات المانحة والمنظمات الدولية التي تعنى بأعمال الإغاثة، في مسعى لتوفير الدعم الذي سيكون مشروطاً بالتزام لبنان وقف النار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى