تحل علينا اليوم الذكرى الستين لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية هذا الكيان الذي شكل على مدار عقود مضت رمزاً للنضال الفلسطيني والوحدة الوطنية منذ تأسيسها في الثامن والعشرين من مايو عام 1964 لعبت منظمة التحرير دوراً محورياً في بلورة الهوية الوطنية الفلسطينية وتمثيل الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية وقيادة نضاله المستمر نحو الحرية والاستقلال.
جاء تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في ظروف تاريخية بالغة الصعوبة حيث كان الشعب الفلسطيني يرزح تحت نير الاحتلال والتشرد كانت الحاجة ملحة إلى كيان يجمع بين مختلف الفصائل والأطياف الفلسطينية ويعمل على تنظيم صفوف الشعب وتوجيه طاقاته نحو هدف واحد التحرير والعودة منذ إنشائها عملت منظمة التحرير على الصعيدين السياسي والدبلوماسي لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني تمكنت المنظمة من الحصول على اعتراف الأمم المتحدة بها كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني في عام 1974 وهو اعتراف جسد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية لم تقتصر جهود المنظمة على الدبلوماسية بل قادت أيضاً نضالاً سياسياً مسلحاً سعت من خلاله إلى مقاومة الاحتلال واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني.
واجهت منظمة التحرير الفلسطينية العديد من التحديات على مدار تاريخها سواء كانت داخلية أو خارجية من حروب ومعارك إلى ضغوط سياسية واقتصادية رغم هذه التحديات حققت المنظمة إنجازات ملموسة من أبرزها توقيع اتفاقية أوسلو وإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية التي شكلت خطوة نحو بناء الدولة الفلسطينية المستقلة لعبت منظمة التحرير الفلسطينية دوراً جوهرياً في تعزيز الوحدة الوطنية بين مختلف الفصائل الفلسطينية ورغم الاختلافات السياسية والفكرية ظلت المنظمة الحاضن الأكبر لطموحات الشعب الفلسطيني وآماله في التحرير والعودة إن هذه الوحدة هي التي منحت المنظمة القدرة على الثبات في وجه العواصف السياسية والقدرة على الاستمرار في النضال حتى يومنا هذا في الذكرى الستين لتأسيسها تتجدد آمال الشعب الفلسطيني في تحقيق حلمه بالحرية والاستقلال إن المنظمة التي تحمل إرث الشهداء والجرحى والأسرى تواصل العمل على الساحة الدولية لكسب المزيد من الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية كما تعمل على تعزيز المقاومة الشعبية والسلمية في مواجهة الاحتلال وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات المستقبلية.
ستبقى منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وقائدة نضالنا حتى الحرية والاستقلال تحتفل حركة فتح بمرور ستين عاماً على تأسيسها وهي ذكرى تحمل في طياتها تاريخاً طويلاً من النضال والكفاح من أجل حقوق الشعب الفلسطيني تأسست حركة فتح في الأول من يناير عام 1965 كحركة تحرر وطنية تهدف إلى تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الاستقلال الوطني منذ تأسيسها لعبت منظمة التحرير الفلسطينية دوراً محورياً في قيادة النضال الفلسطيني وكانت وما زالت الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية تمكنت المنظمة من توحيد الفصائل الفلسطينية المختلفة تحت لوائها وعملت على إبراز القضية الفلسطينية في المحافل الدولية وكسبت الاعتراف والدعم من العديد من الدول حول العالم .
واجهت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح العديد من التحديات على مر السنين سواء كانت عسكرية أو سياسية من الحروب والمواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي إلى الضغوط السياسية الدولية والاختلافات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية ولكن بالرغم من كل هذه التحديات استطاعت المنظمة أن تحقق العديد من الإنجازات أبرز هذه الإنجازات كان اعتراف الأمم المتحدة بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني وإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية بموجب اتفاقية أوسلو لا تزال حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية تواصلان نضالهما من أجل تحقيق الهدف الأسمى وهو تحرير الأرض الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية تتجلى هذه الجهود في المواقف السياسية والدبلوماسية التي تتخذها المنظمة على الساحة الدولية وكذلك في دعمها المستمر للمقاومة الشعبية والنضال السلمي ضد الاحتلال.
أخذت منظمة التحرير الفلسطينية على عاتقها قيادة النضال الفلسطيني بجوانبه المختلفة على الصعيد السياسي نجحت المنظمة في كسب اعتراف العديد من الدول والمنظمات الدولية بها كممثل شرعي للشعب الفلسطيني وفي عام 1974حصلت المنظمة على اعتراف الأمم المتحدة مما عزز مكانتها على الساحة الدولية.
أما على الصعيد العسكري فقد نظمت المنظمة العديد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي وأدارت صراعاً مسلحاً مستمراً لتحقيق أهدافها هذا النضال العسكري رغم التضحيات الكبيرة التي تخللته كان ضرورياً لتأكيد حق الشعب الفلسطيني في المقاومة واستعادة أراضيه المحتلة.
الوحدة الوطنية: حجر الزاوية
لعبت منظمة التحرير الفلسطينية دوراً حاسماً في تعزيز الوحدة الوطنية بين مختلف الفصائل والأطياف الفلسطينية رغم الاختلافات السياسية والإيديولوجية نجحت المنظمة في جمع كافة الفصائل تحت مظلتها مما منح القضية الفلسطينية قوة وزخماً إضافيين هذه الوحدة كانت ولا تزال، حجر الزاوية في نضال الشعب الفلسطيني وعاملاً أساسياً في تحقيق العديد من الإنجازات السياسية والدبلوماسية.
الرؤية المستقبلية
في ظل التحديات الراهنة تواصل منظمة التحرير الفلسطينية العمل على تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال تستمر المنظمة في بذل الجهود الدبلوماسية لكسب المزيد من الدعم الدولي وفي تعزيز المقاومة الشعبية والنضال السلمي ضد الاحتلال تبقى الوحدة الوطنية وتعزيز الصف الفلسطيني من أهم الأولويات لتحقيق الأهداف المنشودة.
تشكل الذكرى الستون لتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية مناسبة لتجديد العهد بالنضال والمقاومة وللتأكيد على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقوقه المشروعة ستظل منظمة التحرير رمزاً للوحدة والصمود وقائدة للشعب الفلسطيني وقائدة نضالنا حتى تحقيق الحرية والاستقلال إن إرث الشهداء والجرحى والأسرى يحتم على كل فلسطيني أن يواصل النضال دون كلل أو ملل رسالة واضحة لكل فلسطيني ولكل داعم للقضية الفلسطينية إن النضال من أجل الحرية والاستقلال هو مسيرة مستمرة ومسؤولية يجب أن تتوارثها الأجيال ستبقى منظمة التحرير رمزاً للوحدة والصمود وقائدة للشعب الفلسطيني في طريقه نحو تحقيق حلمه المشروع في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.