السبب الحقيقي لفشل الهدنة على الصعيد الفلسطيني، بعيدا عن الأسباب الإسرائيلية، أن القيادة العسكرية في غزة تعرف جيدا أن هدف إسرائيل من وراء سعيها نحو الهدنة الافراج عن الرهائن المدنيين مقابل الإفراج عن إعداد هامة من المعتقلين الفلسطينين الذي يكتظون في السجون دون فائدة منهم لاسراىيل في حين أن اسراىيل بحاجة إلى هذه السجون لوضع معتقلي الضفة فيها.
هؤلاء العسكر في غزة يؤمنون ايضا، بعيدا عن صحة وواقعية ايمانهم، بأهمية مواصلة القتال داخل غزة، وأن وجود جيش الاحتلال بهذا الانتشار الواسع فرصة لمواصلة حرب العصابات، وأن هؤلاء العسكر لديهم قناعة أن طريقهم اما أن تؤدي إلى الانتصار أو إلى الشهادة وهو ما يصبون اليه ويتمنونه. كما يؤمنون أن هذا النهج سيكون له تأثير على واقع شعوب المنطقة التي يعولون عليها.
هؤلاء القادة لا يؤمنون بالخروج الأمن ويرون فيه هزيمة بل يعتبرونه خيانة، ويرتكزون في موقفهم هذا على ثقافة المقاومة التي تسود في غزة، وتوفر اعداد كبيرة من الشباب والاجيال الشابة تؤمن بهذا النهج وبارادة القتال وطريق الشهادة، دون التدبر بمآلاته السياسية ونتائجه. كما يرتكزون على توفر السلاح الخفيف وإمكانية تصنيعه أو الحصول عليه، هذا السلاح هو الذي يلزم لهذا الشكل من حرب العصابات.
اقرأ أيضا| الحرب في غزة: مَنْ يستنزف مَنْ
أمثال هؤلاء هناك امران لا يهمهما:
*معاناة الناس
*النتيجة السياسية لفعلهم هذا
لذلك فهم على خلاف مع نهج قيادتهم السياسية في الخارج، التي تضغط عليهم وتنظر إلى تهديد ترامب لهم بجدية، كما انهم في الداخل يرفضون تقديم قوائم كاملة بأسماء الرهائن الاسرائيليين الأحياء.
هذا الواقع تستخدمه اسرائيل لاطالة أمد الحرب، وتدمير المزيد من مناطق غزة ومواصلة القتل والموت، والتضيق على النازحين وصولا لتحقيق هدف التهجير.
هذا الواقع يطرح أسئلة حول واقعية حدوث هدنة وأهمية ذلك على طريق وقف الحرب، كما يثير استفهام حول قيمة لجنة المساندة وما هو الدور الحقيقي المطلوب منها في ظل وجود الاحتلال واستمرار القتال؟
مثل هذا الواقع تنبأنا بحدوثه منذ بدء الحرب؟!