70 شهيداً ارتقوا يوم أمس حسب بيانات الجهات الرسمية في قطاع غزة جراء استمرار حرب الموت الإسرائيلية وانتظار الأهالي على أحر من الجمر لالتقاط خبر يبعث السعادة في النفوس، إذا ما نجحت المفاوضات الدبلوماسية بوقف إطلاق نار، حتى لو كان مؤقتاً، وذلك نظراً لحاجة الاهالي لفترة من استعادة السكينة والهدوء، وتنفس الصعداء، لكن الواضح حتى الآن أن الأمر المفروض على مواطني القطاع هو استمرار الحرب والمجازر والإبادة، حيث يتعرض قطاع غزة إلى دمار فوق الدمار الذي حل بمعظم الأرجاء مترافقاً، مع رائحة الموت التي تفوح في كل مكان.
حياة المواطنين في قطاع غزة لا يمكن وصفها والقصص المؤلمة التي تنتشر يومياً في وسائل الإعلام تجعل القلوب تنفطر حزناً، على أطفال وقد تحولوا إلى أشلاء، وأمهات يبكين بلوعة وحنين في وداع الأزواج، بينما عدد كبير من المواطنين لهم قصص صعبة وقاسية في رحلات النزوح المتتالية وعدم قدرتهم على البقاء في منطقة واحدة، حيث تفرض عليهم طائرات الموت التحرك باستمرار تجنبا للقتل جراء القصف العشوائي الذي لا يميز ويستهدف الجميع بداعي الانتقام من ابناء شعبنا والمناطق المجاورة.
اقرأ أيضا| كيف أثرت حرب غزة على سوريا؟
شعب فلسطين في غزة وكّل أمره لله، فالمفجوع والمكلوم والمقهور والمصدوم والمتألم، كلهم واثقون بقدرة الله عز وجل أن يمنحهم السلام والهدوء والراحة والطمأنينة في نهاية المطاف، لكنهم يتساءلون عن الوقت المتبقي حتى تنتهي هذه الحرب وتضع أوزارها، فهي وإن كانت تبدو في مراحلها الأخيرة، إلا أن وتيرة القتل والانتقام وإعدام عائلات بأكملها، تضع علامات استفهام وتساؤلات كبيرة لدى المواطنين، الذين لم تعد لهم ثقة بأحد، خصوصاً أن إسرائيل وحكومتها المتطرفة مصممة على ارتكاب المزيد من المجازر المروعة، التي تقشعر الأبدان لما تُخلفه من جثث متفحمة ومحروقة أو مقطوعة، ويقولون ويصرخون بأعلى الصوت: كفى لحرب الانتقام.
بالأمس القريب صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بنسبة ساحقة لصالح قرار بوقف اطلاق النار فورا في غزة، فهل ذلك يلزم إسرائيل؟
الجواب: بالطبع لا، وألف لا، فإسرائيل لم تلتفت إلى ما هو أكبر من هذه القضية، واليوم هي توجه جيشها المتطرف لمزيد من عمليات القتل والانتقام، وهذا ما تخشاه غزة اليوم وتصر بقوة على وقف إطلاق النار، ومن هنا فإن البهجة التي أطلت قبل عدة أيام في المواصي بقرب التوصل إلى اتفاق يجب أن تطل في كل مكان بقطاع غزة، عندما ينتهي هذا العدوان الغاشم، وهذا أقل شيء ينتظره أهل غزة ليعودوا إلى ما بقي من غزة المدمرة.