غزة

غزة تحت النار: بين مجازر الاحتلال وتفخيخ المفاوضات

الخميس المقبل، سيجلس الأطراف والوسطاء على طاولة المفاوضات في الدوحة أو القاهرة، وكلهم يعلمون أن الفشل هذه المرة لن يكون مجرد فشل سياسي.

وسط دمار يزحف على غزة ويحول أحيائها إلى ركام، تتصاعد أعمدة الدخان مختلطة بصيحات الأمهات الثكالى والآباء الذين فقدوا أطفالهم تحت الأنقاض. كل يوم تستيقظ غزة على مجزرة جديدة، وكأن الموت قد صار ضيفًا دائمًا على موائدها. تزداد همجية الاحتلال الإسرائيلي في قصفه الأحياء السكنية، فتنسف مربعات كاملة من البيوت فوق رؤوس سكانها العُزل، لتبلغ حصيلة الشهداء قرابة الأربعين ألفًا، في مأساة لم يشهد لها التاريخ مثيلًا في هذا العصر. بينما تنبض غزة بالدماء، وفي ظل هذه الأجواء المأساوية، يشتد الصراع على طاولة المفاوضات.

الأنظار تتجه نحو قمة الفرصة الأخيرة في قطر، حيث يتوقع الجميع أن تخرج باتفاق يوقف هذا الجحيم. لكن خلف الكواليس، تتحرك خيوط اللعبة السياسية بخبثٍ شديد، حيث يعقد ممثلو الفريق المفاوض الإسرائيلي اجتماعات سرية مع الوسطاء، يتم فيها تقديم قائمة المطالب الإسرائيلية التي تزيد من تعقيد المشهد. مطالبٌ تهدف إلى إحكام السيطرة على أي اتفاق بل وتنسفه من اساسه وهذا ما يسعى إليه نتانياهو من خلال الحصول على قائمة مسبقة بأسماء الأسرى الإسرائيليين المنوي الإفراج عنهم، وضمان حق الفيتو على بعض أسماء الأسرى الفلسطينيين.

وفي المقابل، ترد حماس برفض مطلق لأي فيتو إسرائيلي على قائمة الأسرى الفلسطينيين، وتعارض بشدة أي وجود إسرائيلي في محور نتساريم أو أي آلية رقابة على النازحين العائدين إلى شمال قطاع غزة. ورغم التقدم الذي أُحرز في قضية محور فيلادلفيا ومعبر رفح، مما سمح بعقد القمة، إلا أن الأوضاع لا تزال تتأرجح بين التفاؤل الحذر والتشاؤم.

وهذا ما أكدت عليه حماس انها تعود المفاوضات على اساسات مبادرة بايدن السابقه وهى لا تحريف ولا تبديل لاى بند وانا اطار تنفيد ما اتفق عليه سابقاً. وفي تطور درامي يزيد من تعقيد الأوضاع، أعلن أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، عن قتل اثنين من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.

هذا الإعلان صدم الجميع وألقى بظلاله الثقيلة على المفاوضات، حيث يزيد من احتمالات فشل القمة إذا استمر نتنياهو في تفخيخ المفاوضات بإضافة شروط وعقبات جديدة. والعيون شاخصه إلى السماءفي إسرائيل، هناك تتزايد التقديرات بأن إيران قد اتخذت قرارها بمهاجمة إسرائيل، وأن الهجوم سيكون أوسع نطاقًا من هجوم أبريل الماضي. وتقدر المصادر الأمنية أن الرد قد يكون في غضون هذا الأسبوع وحتى قبل انعقاد قمة قطر، مما يجعل من هذه القمة نقطة تحول خطيرة قد تنذر بتفجر الأوضاع بشكل غير مسبوق.

اقرأ ايضا| غزة.. الإبادة مستمرة والمفوضات مستمرة!

مع انى لا اعتقد ان إيران ستقوم بضرب إسرائيل ضربه موجعة وتجرها لحرب مفتوحه اذا ردت ايران سترد برد محدود ومخجل. وفي خضم هذه الأزمة، يقف نتنياهو على حافة هاوية سياسية، يدرك جيدًا أن أي تنازل قد يُطيح بحكومته. لكن، وكما هو معروف عنه، لا يزال يواصل المناورة مستعدًا للتضحية بكل شيء في سبيل بقائه السياسي خصوصا وان شعبيته فى ازدياد بعد اغتياله لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية. حتى لو كان ذلك يعني وانا اتوقع ان يستمرتأجيج النيران وإطالة أمد الصراع بين الإسرائيليين أنفسهم وبين أستمر الحرب على غزه حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

الخميس المقبل، سيجلس الأطراف والوسطاء على طاولة المفاوضات في الدوحة أو القاهرة، وكلهم يعلمون أن الفشل هذه المرة لن يكون مجرد فشل سياسي، بل قد يكون إعلانًا لحرب مفتوحه فى المنطقه ولصراع لا نهاية له، يبتلع الجميع في دوامة من الدمار والدماء.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى