تشهد العواصم الأوروبية نقاشًا متصاعدًا حول ضرورة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بعد سقوط نظام بشار الأسد، وسط تساؤلات عن مدى استعداد اللاجئين للعودة في ظل الوضع الراهن في سوريا.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية الخميس، يطالب عدد متزايد من السياسيين الأوروبيين بإعادة أكثر من مليون لاجئ سوري إلى وطنهم، بينما يرى السوريون أن الأمر أكثر تعقيدًا مما يبدو.
واقع معقد يعيق العودة
يرى كثير من اللاجئين السوريين أن الوضع في سوريا لا يزال غير مهيأ للعودة، وقال عمر الحجار، عامل بناء من حلب يعيش في ألمانيا مع عائلته: “كل من أعرفهم يريد الانتظار، الوضع في سوريا صعب للغاية”، وأشار إلى أن الدمار الذي طال البنية التحتية والمنازل يجعل العودة مستحيلة في الوقت الحالي.
محور نقاش سياسي
وفقا للصحيفة، أصبحت ألمانيا الوجهة الرئيسية للاجئين السوريين في الاتحاد الأوروبي منذ فتح أبوابها عام 2015، ومع اقتراب الانتخابات الألمانية المبكرة، تعود قضية الهجرة إلى صدارة المشهد السياسي، حيث يدعو سياسيون من تيارات مختلفة إلى ضرورة إعادة النظر في إقامة اللاجئين.
وفي النمسا، أعلنت الحكومة عن برنامج لترحيل اللاجئين، فيما أكد سياسيون سويديون ضرورة استغلال الفرصة للعودة، لكن هذه الدعوات قوبلت بانتقادات منظمات حقوقية مثل “برو أسيل”، التي دعت إلى التضامن مع اللاجئين وعدم استغلالهم سياسيًا.
بين الحلم والواقع
على الجانب الآخر، أعرب بعض السوريين عن تطلعهم للعودة وبناء مستقبل بلدهم، حيث أكدت جومانا سيف، محامية وناشطة حقوقية مقيمة في برلين، أن حلمها هو القتال من أجل دولة ديمقراطية حديثة تحمي حقوق الإنسان.
لكن الترقب والخوف لا يزالان يسيطران على كثيرين، كما عبّرت شذى ساكر، مؤسسة مطعم في روما، قائلة: “من السابق لأوانه الحديث عن العودة”.
اقرأ أيضا.. بعد سقوط الأسد.. ما الدور الخليجي المرتقب في سوريا؟
يبقى مستقبل اللاجئين السوريين في أوروبا معلقًا بين أمل العودة إلى وطنهم وبناء مستقبل أفضل، وبين تحديات الواقع المعقد الذي تعيشه سوريا بعد سنوات من الصراع.
ويعاني اللاجئون السوريون منذ سنوات من أوضاع إنسانية صعبة في دول اللجوء، بينما تواجه الحكومات الأوروبية تحديات سياسية واجتماعية في إدارة ملفات اللجوء.
وأدى تصاعد الأحداث الأخيرة في سوريا إلى إعادة تقييم السياسات المتعلقة باللاجئين، وسط دعوات دولية لحماية حقوقهم وضمان سلامتهم قبل اتخاذ أي قرارات تتعلق بعودتهم.