بداية لا بد من الإشارة والتأكيد على أنه كان من الجيد والحكمة أن ايران اكتفت بتوجيه ضربة ” محددة ومضبوطة وليست موسعة لدولة الإبادة.
نقول ذلك، لأنه لو كان القرار الإيراني خوض معركة واسعة أو حربا شاملة لأصبح العدوان المتواصل منذ ستة أشهر على غزة في “الظل” حتى لا نقول في “العتمة” وقد لاحظ الجميع انه وخلال اليومين الماضيين كان التركيز الاعلامي على مستوى العالم يتمحور حول الهجوم الإيراني.
من جهة أخرى، لقد بات ثابتا بدون مواربة ان قوة الردع الصهيوني بدأت بالتآكل منذ حرب لبنان حتى وصلت مرحلة التلاشي مع هجوم السابع من أكتوبر حيث بدأ الطوفان.
“الدولة” التي كانت تمارس “دور البلطجي” فيما مضى، تضرب يمينا وشمالا، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، ولم تترك بلدا في المنطقة الا واعتدت عليه، من سوريا إلى مصر والعراق ولبنان… هذه ” الدولة” وقفت عاجزة أمام قطاع غزة.
كان وضع الكيان قد وصل إلى أسوأ حالاته بعد ستة اشهر من الحرب العدوانية على غزة، فأراد قادة هذا الكيان الخروج من المأزق من خلال جر المنطقة إلى حرب إقليمية تتورط بها أمريكا ومن والاها، لكن يبدو أن حسابات الحقل الصهيوني هذه المرة لم تفلح.
بعد انتهاء “الجولة” الايرانية؛ خرج قادة الصهاينة مهددين متوعدين، لكن من الواضح ان السيد الأمريكي لا يوافق على الاستماع إليهم هذه المرة لان لديه حسابات مختلفة.
فالانتخابات الأمريكية قادمة من جهة وهنالك غضب يسود الشارع الأمريكي وخاصة من الجاليات العربية والإسلامية التي قد لا تصوت لبايدن بسبب الحرب على غزة وهو اذا ما ” انجر” إلى حرب على إيران فهذا يعني بالنسبة له النهاية الموكدة.
ومن جهة أخرى فإن الأمريكي يعرف تماما ماذا تعني الحرب على ايران وما يشكله موقعها من خطورة على المصالح الأمريكية والتجارة الدولية في الخليج، لأن الخطوة الأولى في مثل هكذا حرب تعني إغلاق الخليج وانسياب النفط وضرب جميع المصالح الأمريكية في الخليج.
السؤال هو، هل ستبتلع دولة الإبادة ” الصفعة” ام أنها ستقوم بتوجيه ضربة ولو محدودة كما تهدد وتتوعد، هذا ما سنراه خلال الأيام القادمة.