عناوين الانتصار الفلسطيني وشروطه
الشرط الأول الأكثر ضرورة لانتصار المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني هو إنهاء الانقسام وتحقيق الائتلاف والشراكة والوحدة الوطنية بين مكونات وفعاليات وفصائل وأحزاب الشعب الفلسطيني في إطار منظمة التحرير
جرجرت المحتجين الاسرائيليين المطالبين بالتوصل لعقد صفقة تبادل فلسطينية إسرائيلية ، من أمام البرلمان الكنيست يوم الأربعاء 20 أذار 2024، ووقائع غيرها في شوارع تل أبيب وحيفا، دالة على أن بروز التعارضات بين مكونات مجتمع المستعمرة الاسرائيلية، هو الرهان الثاني، والشرط الضرورة لتحقيق تطلعات الشعب العربي الفلسطيني نحو زوال الاحتلال وهزيمة الصهيونية كفكرة ومشروع، بدون ذلك ، بدون انقسام مجتمع المستعمرة لن يتمكن الفلسطينيون تحقيق المساواة في مناطق 48، والاستقلال لمناطق 67، والعودة للاجئين إلى المدن والقرى التي طُردوا منها واستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها.
الشرط الأول الأكثر ضرورة لانتصار المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني هو إنهاء الانقسام وتحقيق الائتلاف والشراكة والوحدة الوطنية بين مكونات وفعاليات وفصائل وأحزاب الشعب الفلسطيني في إطار منظمة التحرير ومؤسساتها :
1- المجلس الوطني
2- المجلس المركزي
3-اللجنة التنفيذية
4-السلطة الفلسطينية.
الشرط الثاني هو اختراق المجتمع الاسرائيلي وشق صفوفه، وكسب انحيازات من بين مكوناته لصالح العمل المشترك، والنضال الموحد، ضد الاحتلال، ضد الصهيونية ، ضد العنصرية والتمييز، والتطلع نحو مستقبل موحد ومصالح مشتركة على الارض وفي الميدان، وندية ومساواة في الحقوق والتعامل ، ومستجدات الوقائع الملموسة التي تضمن للشعبين الحياة المشتركة سواء في إطار :
1-دولتين متجاورتين ، أو 2-دولة ديمقراطية واحدة تقوم على أساس الهويتين الفلسطينية والاسرائيلية، والقوميتين العربية والعبرية، متعددة الديانات مسلمين ومسیحیین ويهود، وإدارة مشتركة وفق نتائج صناديق الاقتراع.
ما فعلته عملية أكتوبر الفلسطينية، وتداعياتها القاسية والتحولات الايجابية في شوارع أوروبا وأميركا وكندا واستراليا وغيرهم، مهما بدت بداياتها متواضعة، ولكنها ملموسة جدية تراكمية لصالح فلسطين، بما يتعارض مع مصالح ورؤية ورواية المستعمرة التي قامت على الظلم والتضليل وسلب حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه، وها هي تُمارس أقسى أنواع الاضطهاد، بإقرار أوروبي كما يقول جوزيف بوريل مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي امام مؤتمر بروكسل الذي استهدف توفير المساعدات إلى غزة بقوله:
“لم تعد غزة على شفا مجاعة، بل في حالة مجاعة تؤثر على آلاف الاشخاص، والجوع يُستخدم سلاحاً للحرب ، اسرائيل – المستعمرة – تتسبب في حدوث المجاعة” و بكل وقاحة يرد علیه اسرائیل کاتس وزير خارجية المستعمرة، بقوله : “لقد سمحنا بإدخال المساعدات ولكن حماس تقوم بتعطيلها بالتعاون مع وكالة الامم المتحدة الأونروا “، فهل ثمة كذب وتضليل وافتراء ، من هذا الذي يقوله ويدعيه وزير خارجية المستعمرة ؟؟.
نضال الفلسطينيين التراكمي عبر الأدوات والوسائل المتعددة محليا ودوليا، حقق عبر النضال والتضحيات انجازات باتجاهين أولاً الانحياز الايجابي لصالح عدالة قضيتهم، وثانياً الانكفاء عن دعم المستعمرة وكشف حقيقتها كمشروع استعماري توسعي، ولذلك وحتى يختزل الشعب الفلسطيني عوامل الزمن والتضحيات لا بد من إنجاز الشرط الأول المتمثل بوحدتهم الوطنية، والعمل على إنجاز الشرط الثاني وهو اختراق المجتمع الاسرائيلي وكسب انحيازات من بين صفوفه.
لقد أدرك الشيوعيون هذه المعادلة بوقت مبكر من خلال حزبهم وجبهتهم الديمقراطية للسلام والمساواة ، وهو ثرات رسخوه وغدا عنوانا للنضال والعمل المشترك ضد الاحتلال والصهيونية، وهو ما يجب أن تسير عليه فصائل المقاومة الفلسطينية وتهتدي به ، وتعمل على أساسه .