تتمثل أهمية قمة الدول الثماني النامية فى دورها كمنصة دولية تجمع بين الدول الأعضاء لتنسيق الجهود الاقتصادية والتجارية، بما يسهم فى تحقيق أهدافها من تعزيز للتعاون الاقتصادي بين أعضائها (مصر، تركيا، نيجيريا، إيران، باكستان، إندونيسيا، بنغلاديش وماليزيا) وزيادة حجم التجارة البينية بين الدول الأعضاء، من خلال إزالة الحواجز الجمركية وتحسين البنية التحتية للتجارة، وتبادل التكنولوجيا والخبرات، بما يسهم فى تعزيز قدرات هذه الدول الإنتاجية والتنافسية.
تركز القمة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال الاستثمار فى القطاعات الحيوية مثل الزراعة، والطاقة، والصناعة، في سبيل التمكين الاقتصادي للشعوب من خلال سعى دول المنظمة إلى تقليل معدلات الفقر، وتحسين مستوى المعيشة من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي.
تلعب مصر دوراً محورياً فى هذه المنظمة، حيث تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي وبنية تحتية قوية، تجعلها بوابة عبور للتجارة بين أفريقيا وآسيا وأوروبا.
كما أن مصر تمتلك خبرة واسعة فى مجالات الزراعة، والصناعة، والطاقة، مما يجعلها شريكاً فاعلاً فى تحقيق أهداف المنظمة.
وتحرص القيادة السياسية للدولة المصرية على دعم أهداف المنظمة من خلال طرح مبادرات لتعزيز التجارة والاستثمار بين الدول الأعضاء فى وقت شديد الحساسية يمر به العالم سواء على المستوى الاقتصادي أو حتى السياسي مع اتساع نطاق الصراع فى الشرق الأوسط واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
اقرأ أيضا.. سوريا وحائط الصد المصري
وتعمل مصر على تقديم خبراتها فى مجالات الطاقة المتجددة، خاصة فى ظل الإنجازات التي حققتها فى مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.. حيث تمتلك مصر أكبر محطة من حيث الكفاءة فى العالم لتوليد الطاقة الكهربائية، وهى محطة «بنبان»، بتكلفة وصلت إلى 3 مليارات و400 مليون يورو.
وتعد مصر شريكاً تجارياً مهماً للدول الأعضاء، وتسعى إلى زيادة حجم التبادل التجاري عبر الترويج للمنتجات المصرية فى أسواق الدول الثماني لخلق أسواق جديدة للمنتجات المصرية وجذب استثمارات جديدة لقطاع التصدير والإنتاج المصري، وتحرص مصر، من خلال مشاركتها فى القمة، على الدفاع عن مصالح الدول النامية على الساحة الدولية، وتدعو إلى إصلاح النظام الاقتصادي العالمي لتحقيق العدالة بين الدول.
وبنظرة متفائلة للمستقبل يمكن لهذه القمة التي احتضنتها «القاهرة» أن تحقق المزيد من النجاحات فى المستقبل، ولكن من الضروري أن تركز الدول الأعضاء على تعزيز الشراكات الاستثمارية فى مجالات التكنولوجيا والابتكار، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي، ومواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي والأمن الغذائي من خلال تبادل الخبرات.
وتعد قمة الدول الثماني النامية فرصة هائلة للدول الأعضاء لتعزيز التعاون فيما بينها وتحقيق التنمية المستدامة.. ويظل دور مصر محورياً فى تحقيق هذه الأهداف، انطلاقاً من التزامها بدعم الدول النامية وسعيها الدائم نحو تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتحقيق مستقبل أفضل للجميع.