عرب أمريكا.. ورقة ترامب الرابحة!
على الرغم من إرث ترامب العنصري، و"المشيطن" للمسلمين، فإن "عرب أمريكا" على استعداد للمخاطرة والتصويت لترامب، والتغافل عن تهديداته السابقة بـ "فزاعة المسلمين"، فقط لإخماد النيران في الشرق الأوسط.
الأنظار شاخصة إلى حلبة الصراع التنافسي على منصب الرئيس الأمريكي، بين الثري اليميني دونالد ترامب وابنة المهاجرين كامالا هاريس، في وقت قد تحسم “حروب الشرق” مصير المرشحين لعتبة البيت الأبيض.
مع اقتراب المحطة الأخيرة في سباق الانتخابات الأمريكية، يبحث دونالد ترامب عن ولاءات جديدة لتعزز حظوظه بالفوز بمفتاح البيت الأبيض، مستغلا ورقتي “غزة ولبنان” لكسب ود “ولاية العرب” ميشيغان إحدى الولايات الـ 7 الحاسمة في انتخابات 2024.
ترامب.. العزف على وتر “العرب”
استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر تقارب كبير بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وأن الناخبين العرب في ولاية ميشيغان منقسمون في دعمهم للديمقراطيين والجمهوريين.
وهذا الانقسام المتقارب قد يكون حاسما في الولايات المتأرجحة الرئيسية مثل ميشيغان، التي تضم نحو 400 ألف أميركي عربي وتعد من أكبر التجمعات في الولايات المتحدة- وبنسلفانيا، التي تضم نحو 127 ألفا.
ويحاول الملياردير الأمريكي سحب البساط من هاريس مرشحة الديمقراطيين بالتلويح بورقة الحروب في غزة ولبنان، مغازلا الناخبين العرب ليحشد هذا الخزان الانتخابي لصالحه وربما قد يصنع الفارق بانتخابات 2024.
وفي خطاباته الأخيرة، يردد ترامب أنه لو كان رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لما نشبت حرب غزة أو لبنان، وأنه في حاله انتخابه فسيوقف هذه الحروب دون التوضيح لكيفية إسكات أزيز الرصاص الذي يعلو في الشرق الأوسط.
“رد الصفعة”.. للديمقراطيين
وفي محاولة منه لكسب أصوات المسلمين، خاطب ترامب تجمعا حاشدا، في ميشيغان متعهدا بإعادة السلام والاستقرار إلى الشرق الأوسط في أقرب وقت إذا انتخب رئيسا مرة أخرى.
“خطاب السلام” لترامب يتزامن مع تصاعد حدة الغضب في أوساط عرب أمريكا صوب الديمقراطيين بسبب دعم إدارة بادين اللامشروط لإسرائيل في حربها المجنونة بجبهتي غزة ولبنان.
الأمر الذي يدركه المرشح الجمهوري بلعبة السياسة، باستخدام نقاط ضعف خصومه بما يحدث بالشرق الأوسط، وذلك عبر تقديم نفسه كـ “سيد السلام” في المنطقة.
حسابات السياسة
تقارير صحفية غربية عديدة تحدثت أنه لا وقف لإطلاق النار بلبنان قبل الانتخابات الأمريكية، وهي من المرجح تدخل ضمن حسابات ترامب في معركته الانتخابية.
كما أن زعماء الجالية العربية والإسلامية صرحوا أن مسؤولي حملة هاريس رفضوا خلال اجتماعات مغلقة في ميشيغان وأماكن أخرى، الدعوات بوقف إرسال الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل أو حتى الحد منها.
في المقابل، يقود حملة ترامب، صهره اللبناني الأصل، مايكل مسعد بولس، حيث تقول حملة المرشح الجمهوري إنها عقدت أكثر من 100 اجتماع مع العرب الأميركيين.
وتشير التقديرات إلى أن عدد الأميركيين العرب يبلغ حوالي 3.7 ملايين من أصل 337 مليون نسمة يعيشون في الولايات المتحدة، بحسب تقديرات المعهد العربي الأميركي، ويعد اللبنانيون أكبر جالية عربية في البلاد، وفق بيانات المعهد نفسه.
إقرأ أيضا : السياسة الخارجية الروسية.. استعادة التوازن بدلًا من رسم “الخطوط الحمراء”
“الحيلة الترامبية”
وعليه، فإن “الحيلة الترامبية” قد تنطلي على الكثير من المهاجرين العرب بحجة معاقبة بادين وخلفه الديمقراطيين على دعمه السياسي والعسكري لنتنياهو لصياغة واقع جديد في الشرق الأوسط.
ربما نسي البعض “العنصرية البيضاء” بسياسة ترامب بـ “حماية الأمّة من الإرهابيين الأجانب” (المعروفة شعبيا باسم “حظر المسلمين”)، ففي الـ 7 من ديسمبر/كانون الأول 2015 دعا دونالد ترامب إلى وقف دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من إرث ترامب العنصري، و”المشيطن” للمسلمين، فإن “عرب أمريكا” على استعداد للمخاطرة والتصويت لترامب، والتغافل عن تهديداته السابقة بـ “فزاعة المسلمين”، فقط لإخماد النيران في الشرق الأوسط.
مع دنو موعد الانتخابات الأمريكية، تتزايد الانتظارات لمعرفة ساكن البيت الأبيض الجديد، سواء كان ترامب أو هاريس، فإن ملفات الشرق الأوسط قد تقلب معادلة انتخاب الرئيس رقم 47 للولايات المتحدة.