منذ سقوط الرئيس المخلوع “بشار الأسد” والقيادات الحوثية وعلى رأسهم عبد الملك الحوثي يتحسسون رؤوسهم، ويخشون المصير الكارثي الذي قد يكون أسواء من مصير بشار الأسد، جراء جرائمهم الوحشية التي دامت لسنوات طويلة وما تزال مستمرة حتى اللحظة.
فالرئيس المخلوع “بشار” على الأقل تمكن من الهروب مع عائلته إلى روسيا، حيث لا يزال يرفل في النعيم غير مهتم بما يجري في بلاده ولا يعنيه سواء عاش او مات او حتى انقرض الشعب السوري، وأقسم لكم بالله العلي العظيم انني قرأت كتابا يتناول أشهر الطغاة في التاريخ، ويتحدث بالتفصيل عن جرائمهم الوحشية، فوجدت انهم أقزام ومساكين في جرائمهم إذا ما تمت مقارنتها بجرائم الوحش الكاسر بشار.
فقد كان الطغاة يبتكرون طرق وأساليب تعذيب شيطانية لا تخطر على البال ، ولكن فقط ضد أعدائهم وليس ضد شعوبهم، وكانوا يفعلون ذلك خلال الحروب، حيث لا وجود لرحمة ولا شفقة مع الأعداء، وهو أمر طبيعي لأن المواجهة الحربية ( القديمة أو الحديثة ) تجعل كل طرف يعمل ما بوسعه للقضاء على الأخر وتحقيق الانتصار، وبالتالي فلا مجال للرحمة.
لكن بشار اللعين كان يتفنن في تعذيب شعبه، ولقد تكشفت جرائم يشيب لها الشعر، ويقشعر لها الروح والجسد، فحتى في اشد الأفلام رعبا، لم يحدث ما كان يفعله بشار وزبانيته المجرمين بحق الشعب السوري، وكل ما يخطر أو لا يخطر على بالك من جرائم بشعة ومخيفة، فإن بشار وزبانيته ارتكبوها دون أن يرمش لهم جفن أو تهتز لهم شعرة.
اما بالنسبة لميليشيات الحوثي فأعتقد ان أكبر جريمة يرتكبونها في حق الشعب اليمني العظيم – ليست السرقة والنهب والقتل – وانما الجريمة الكبرى هو انهم يتعاملون مع اليمنيين كعبيد لهم، ويعتبرون أنفسهم هم السادة، وبالتالي فإن من حقهم ان يفعلوا بعبيدهم ما يريدون، فكيف يمكن العيش مع شخص ينظر إليك بأنك عبد حقير لا قيمة لك، وحياتك أو موتك لا تقدم ولا تؤخر، فأنت مجرد عبد وعليك ان تموت ولو بأبشع طريقة فقط من أجل ان ينعم سيدك برغد العيش.
اقرأ أيضا| يد إسرائيل الطويلة.. هل أخطأت في صنعاء
فالمخاوف لدى قادة الحوثيين من المواجهة المرعبة مع الشعب اليمني الغاضب، دفعتهم إلى تجار الموت الذين يقبضون مبالغ كبيرة من المال مقابل كل مقاتل يرسلونه إليهم، ولعل أكبر عار على بعض مشائخ قبيلة ( حاشد ) انهم باعوا أنفسهم وأفراد قبيلتهم للموت، تماما كما يفعل الرئيس الأوكراني زيلينسكي الذي يقدم زهرة شباب أوكرانيا للموت ويحولهم إلى مفرمة لحم، مقابل مبالغ مالية كبيرة يحصل عليها من أمريكا وأوروبا، إذ إن الحوثي، فرض على كل شيخ ان يبعث ألف مقاتل، وهددهم بقطع كل الأموال الكبيرة التي يمنحها لهم ويوقف عنهم المميزات والصلاحيات التي منحت لأولئك المخنثين الذين يسمون أنفسهم شيوخ.
ومنذ سقوط الاسد، ومقتل حسن نصر الله فان القادة الحوثيين يسعون للظهور في وسائل الاعلام التابعة لهم بأنهم أقوياء ومستعدون للقتال والمواجهة، لكن أقرب الناس إلى عبد الملك الحوثي هو الذي فضحهم ووجه لهم طعنة غادرة، وكشف زيف ما يحاولون الترويج بأن لديهم القدرات الهائلة لمواجهة أمريكا وبريطانيا والمجتمع الدولي، والأهم من كل ذلك أنهم سيواجهون غضب عارم من كل أطياف الشعب اليمني الذي طفح كيله وبلغ به السيل الزبى.
فوزير داخلية الحوثيين – وهو عم عبد الملك الحوثي – عبر بكل صراحة عن مخاوفه من مصير مشابه لنظام بشار الأسد في سوريا، وأعترف الوزير الحوثي بخطورة المرحلة، وضرورة التكاتف من قبل الجميع، وهي الاعترافات التي أثارت سخط كبار القادة الحوثيين واعتبروها ضربة موجعة لكل القيادات وعلى رأسهم عبد الملك الحوثي، حتى ان بعض قادة الحوثيين وصفها بالطعنة الغادرة، لأنها عرتهم وكشفت المستور وأظهرت حقيقة ضعفهم التي يدركها كل قيادي ومشرف حوثي.
كما ان حديث عم عبد الملك الحوثي كشف بأن هناك من يسعى للفرار من هذه الميليشيات الطائفية، وانقاذ حياته من موت محتم إذا ما أندلعت المواجهة مع الشعب اليمني الغاضب الذي سيكون كالسيل الجارف ولن تستطيع أي قوة من الوقوف امامه.