غزة

عام وشهر على الحرب.. والموت يحاصر سكان غزة في كل مكان

وإذا بحثنا عن آثار الحرب، فنجد أن هناك معاناة إنسانية في شمال القطاع، حيث يعاني الأهالي فيها من استمرار القصف الإسرائيلي لهم أينما خيموا، وكذلك غياب المتطلبات الأساسية التي تعينهم على البقاء على قيد الحياة

كان تصريح الأمين العامة المساعدة للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة فى حالات الطوارئ بالأمم المتحدة جويس ميسويا، بأن جميع سكان شمال غزة معرضون لخطر الموت، بمثابة إنذار جديد للعالم بأن هناك كارثة إنسانية مستمرة منذ سنة وشهر على أرض فلسطين، وهذا يستوجب الوقف الفورى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وإذا بحثنا عن آثار الحرب، فنجد أن هناك معاناة إنسانية في شمال القطاع، حيث يعاني الأهالي فيها من استمرار القصف الإسرائيلي لهم أينما خيموا، وكذلك غياب المتطلبات الأساسية التي تعينهم على البقاء على قيد الحياة، كالأكل والمياه النظيفة وكذلك الرعاية الصحية بعد أن قصفت إسرائيل البيوت والمستشفيات ورحلت أهالي القطاع بحوالي 1.5 مليون مواطن إلى مناطق الإيواء في رفح وغيرها.

ونحن هنا أمام وضع كارثي، فما بين معاناة الأهالي وتدمير المنشآت الصحية ونقص الإمدادات الطبية، وكذلك محدودية الوصول إلى الغذاء، يظل أهالي غزة محرومون من الرعاية المنقذة للحياة وأبسط مقومات الحياة، وهذا يعتبر انتهاك صريح للأوضاع الإنسانية في القطاع.

أيضا بلغت المعاناة الإنسانية التي يشهدها سكان قطاع غزة حدا يفوق الوصف، فمازال العدوان الإسرائيلية الوحشي يمارس كل أساليب العنف والقتل والعقاب الجماعي ضد الأهالي، ونفذت إسرائيل خطتها التي تسببت في دمار شامل للقطاع وتهجير الأهالي إلى الحدود، وصولا إلى منع الإمدادات الأساسية، مما يعني تخيير السكان بين النزوح القسري أو مواجهة المجاعة والقصف، وكلا الخيارين هو انتهاك صريح للقانون الإنساني الدولي.

اقرأ أيضا.. حرب إسقاط المفاهيم

كل هذا وأكثر، فما بين سياسة الحصار والتجويع، واستهداف مقرات وقوافل الأمم المتحدة، مازالت الممارسات الإسرائيلية تشكل انتهاكات صريحة لاتفاقيات جنيف، التي تلزم السلطة القائمة بالاحتلال بتوفير الغذاء والدواء، كما تهنتهك كل المعايير الإنسانية والقانونية وحقوق الإنسان، وكل هذا يؤكد بشكل واضح وصريح أن إسرائيل لا تريد سوى إبادة غزة والشعب الفلسطيني.

ولم تتوقف سياسات إسرائيل عند ذلك، بل استهدافت تشويه سمعة وكالة الأونروا، التي تعتبر الملجأ والمغيث الوحيد لأهالي غزة بدورها في توفير جزء لا بأس به من الغذاء والمياه وقليل من الرعاية الصحية، لكن أصرت تل أبيب تشويه المنظمة وحظرها والتضييق عليها، حتى تضيق الحصار على أهالي غزة مم كل الاتجاهات.

وببدو أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة تزداد وتتوسع وتتفاقم في ظل إصرار الاحتلال على استمرار الحرب رغم تصفية زعيم حركة حماس وبعض القيادات الأخرى، وكذلك اغتيال حسن نصر الله زعيم حزب الله، وهذا يعني أنها تخلصت من ألد أعدائها، فهل يمكنها تخفيف وطأة الحرب على المدنيين في غزة؟!

وبينما تزداد معاناة أهالي شمال غزة ما بين المجاعة وتفشي الأمراض وكذلك غياب الأمن والأمان، وغياب الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، لابد من موقف دولي واضح وصريح يلزم إسرائيل بأن ترفع يدها عن قطاع غزة، وتوقف آلالات الحرب، مع فتح المعابر لدخول البضائع الضروريات للفلسطينيين وكذلك إعادة الحياة إلى قطاع غزة، ووقف وسائل الإبادة الجماعية للشعب.

كما يجب على إسرائيل، الجلوس على مائدة المفاوضات من أجل..إن تدمير سبل حياة شعب بأكمله لا يمكن أن يحقق السلام،

ومن الضروري إحداث تسوية سياسية لهذه الحرب، وبدء إجراءات حل الدولتين حتى نرى الفلسطينين يعيشون في أمان وسلام، بلا حرب وبلا دماء وبلا تشريد أو تجويع.. فهل تستجيب كل من إسرائيل وحماس لوضع حدا لتلك الكارثة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى