تقارير

عامان على وفاة مهسا أميني.. إيران بين خيبة التغيير والأمل المتجدد

مع مرور عامين على وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، يقف المجتمع الإيراني أمام واقع مظلم؛ فمن التزايد في عمليات الإعدام إلى مضايقات عائلات الضحايا، لا يزال المعارضون يشعرون بخيبة أمل لعدم تحقيق تحولات ملموسة، وسط استمرارية القمع وعدم محاسبة المسؤولين.

في 16 سبتمبر 2022، توفيت الشابة الكردية الإيرانية، مهسا أميني، عن عمر يناهز 22 عامًا بعد توقيفها من قبل “شرطة الأخلاق” في طهران، بسبب عدم التزامها بقواعد اللباس الإسلامي الصارمة.

شكلت وفاتها شرارة الاحتجاجات الأكبر منذ الثورة الإسلامية في عام 1979، حيث انتفضت النساء ضد إلزامية الحجاب، في خطوة اعتُبرت تحديًا صريحًا للنظام.

قابلت السلطات هذه التحركات بالقمع، واعتبرتها “أعمال شغب” مدعومة من الغرب. ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، استخدمت قوات الأمن الإيرانية العنف المفرط لمواجهة الاحتجاجات، ما أدى إلى مقتل أكثر من 550 شخصًا واعتقال الآلاف بحسب فرانس برس.

استمرار القمع

بعد مرور عامين، لا يزال النظام الإيراني يواصل قمع المعارضة، حيث تم تنفيذ حكم الإعدام بحق عشرة أشخاص على خلفية الاحتجاجات. وتُتهم السلطات باستخدام عقوبة الإعدام كأداة لترهيب المجتمع.

رغم القمع الشديد، ظهرت تغييرات في المجتمع الإيراني، إذ تخلى العديد من النساء عن الحجاب في المدن الكبرى. في المقابل، شددت السلطات إجراءات فرض الحجاب، بما في ذلك استخدام كاميرات المراقبة وحملات أمنية مكثفة.

وبحسب منظمات حقوقية “تعنّف السلطات الإيرانية الناس مرتين، مرة بإعدام أو قتل أحد أفراد أسرتهم، ومرة باعتقال أحبائهم بسبب مطالبتهم بالمساءلة”.

كما اتّهم خبراء في الأمم المتحدة السلطات الإيرانية مؤخراً بـ”تكثيف” قمعها للنساء، مشيرين إلى أن “قوات الأمن صعّدت أكثر أنماط العنف الجسدي القائمة أساسا، بما في ذلك الضرب والركل وصفع النساء والفتيات اللاتي يُعتبر أنهن فشلن في الامتثال إلى قوانين وقواعد الحجاب الإلزامي”.

مستقبل التغيير

على الرغم من نجاح السلطات في احتواء الاحتجاجات، يشير محللون إلى أن هذه التحركات قد أحدثت تغييرًا عميقًا في المجتمع الإيراني.

ويُتوقع أن تكون السنوات المقبلة حاسمة، مع احتمالية حدوث تحولات جذرية في هيكل النظام الإيراني، حتى لو بقيت المعارضة منقسمة وغير قادرة على استثمار تلك التغيرات بشكل فعال.

في ظل هذا الواقع المعقد، يستمر الأمل في قلوب الكثير من الإيرانيين بالتغيير، رغم التحديات والعقبات التي تواجههم.

الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني تركت بصمة لا تُمحى، وقد تكون مقدمة لتحولات سياسية واجتماعية أعمق في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى